عالميا

المرصد الأورومتوسطي: 13 ألف فلسطيني مفقودون في غزة

 طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إلى تحرّك دولي عاجل لإدخال آليات خاصة وفرق متخصصة لرفع ركام المنازل والمباني التي قصفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وإنقاذ الأشخاص المحاصرين تحت أنقاضها، وانتشال آلاف الجثامين لآخرين ممن قضوا تحتها منذ بدء الهجوم العسكري على غزة منذ أكتوبر الماضي.

ودعا المرصد في بيان له، ''بتشكيل ضغط دولي حاسم على إسرائيل لتأمين عمل الأشخاص والطواقم العاملة في إزالة هذا الركام، بما في ذلك طواقم الدفاع المدني''.
كما ''طالب بالكشف عن مصير آلاف المفقودين من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة ممن تحتجزهم قوات الجيش الإسرائيلي، بمن في ذلك من ارتكبت في حقهم جرائم الاختفاء القسري والقتل والإعدام غير القانونية في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية''.
وذكر المرصد أنّ تقديراته تشير إلى وجود أكثر من 13 ألف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض، أو قتلى في مقابر جماعية عشوائية، أو أخفوا قسرا في سجون ومراكز اعتقال إسرائيلية، وبعضهم تعرّض للقتل داخلها.
وتابع: ''لم تنشر قوّات الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن أيّ معطيات حول ظروف قتل هؤلاء الأسرى والمعتقلين، كما لم تتمكّن حتى الآن أيّ جهة مستقلة من التحقّق والتعرّف على ظروف مقتلهم، ولم يتم حتى الآن إخراج جثامينهم أو تحديد هوياتهم أو إعادة رفاتهم، أو حتى تبليغ عائلاتهم''.
وبيّن المرصد الأورومتوسطي أنّ هذا التقدير مبني على حجم البلاغات الأولية للمفقودين، إذ إنّه من الصعب تقدير الأعداد الحقيقية للمفقودين في هذه المرحلة، نظرا إلى الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة، وحصار العديد من المناطق التي ينفّذ فيها جيش الاحتلال عملياته العسكرية، خاصة البرية.
وأشار إلى ممارسات الاحتلال الهادفة إلى تشتيت الأسر الفلسطينية، خاصة من خلال إجبار العائلات على النزوح المتكرّر دون تأمين ممرات آمنة، وفصل أفراد العائلات وإجبارهم على النزوح إلى مناطق مختلفة، أو اعتقال بعضهم ومن ثم إخفائهم قسريّا، وانقطاع التواصل في ما بين الأسر، وخاصة في ظل ضعف الاتصالات والإنترنت أو تقطّهعا.
وأضاف أنّ فرق المرصد الميدانية واكبت عمل طواقم الدفاع المدني وفرق الإنقاذ التي انتشلت بإمكانيات بدائية جثامين 422 فلسطينيا من مجمّع الشفاء الطبي ومحيطه غرب مدينة غزة ومن خانيونس، بعد انسحاب قوات الجيش الإسرائيلي منهما خلال الأيام الماضية.
وأشار إلى أنّ أفرادا من ذوي الضحايا يشاركون في البحث عن ذويهم، وانتشالهم، فيما يجري أحيانا نقلهم إلى المشافي المحلية أو دفنهم قرب تلك المنازل أو في مقابر عشوائية جماعية.
وقال إنّ غالبية الجثث المنتشلة تعرّضت للتحلّل نتيجة طول المدة، وبعضها كان واضحا أنه تعرّض للنهش من القطط والكلاب، بعدما أعاقت القوات الإسرائيلية طوال الأشهر الماضية انتشالها، بما ينتهك كرامة الضحايا، وحقهم وحق ذويهم في دفنهم باحترام وبشكل لائق، وطبقا لشعائر دينهم، ودفنهم بمقابر فردية، واحترام هذه المقابر، وتمييزها بطريقة تمكّن من الاستدلال عليها دائما.
وبيّن الأورومتوسطي أنّ غالبية الجثامين المنتشلة كانت إما في الشوارع وإما في بنايات بسيطة من طابق واحد، في حين هناك صعوبات كبيرة في انتشال جثامين القتلى من أسفل المباني متعددة الطوابق.
تجهيزات بدائيّة
وأوضح أنّ فرق الدفاع المدني تستخدم جرافات عادية ومطارق يدوية وأجهزة بدائية في عملية البحث عن الجثامين تحت آلاف الأطنان من الأنقاض التي دمّرها القصف الإسرائيلي، لذلك تستغرق ساعات طويلة في العمل دون إنجاز فعلي، خاصة في ظل انقطاع الكهرباء وشحّ الوقود، ما يعرقل فعالية العمل واستمراريته.
وأكّد بيان المرصد الحاجة إدخال بواقر ومعدات خاصة وكميات كافية من الوقود لإزالة الأنقاض، والبحث عن الجثامين والوصول إليها ورفعها، وفق إجراءات خاصة للتعرف على أصحابها ودفنهم في مقابر مخصصة.
وشدّد الأورومتوسطي على ضرورة وجود تحرك سريع لانتشال الجثامين، محذرا من أنّ استمرار بقائها بالشكل الحالي ينذر بنشر المزيد من الأوبئة، وستكون له تداعيات خطيرة جدّا على الصحة العامة والبيئة، وهي أمور بدأت تلمس منذ عدة أشهر.
وذكر أنّ جريمة الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي لم يسلم منها الضحايا حتى بعد قتلهم، وسط تواطؤ دولي مستهجن.
وذكّر المرصد الأورومتوسطي بأنّه سبق أن وثّق إنشاء أكثر من 120 مقبرة جماعية عشوائية في محافظات قطاع غزة لدفن شهداء الهجمات العسكرية، بسبب صعوبة الوصول إلى المقابر الرئيسية والمنتظمة والاستهداف الإسرائيلي المستمر للمقابر ومحيطها.
وشدّد الأورومتوسطي على أنّ بقاء آلاف الفلسطينيين في عداد المفقودين يشكّل جريمة إضافية في حق عائلاتهم الذين يعانون من العذاب النفسي الشديد.
وأضاف الأورومتوسطي، أنّ هذا من شأنه أن يترك آثارا عميقة لدى آلاف العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى نحو يلحق بهم أذى روحي ونفسي جسيم، ما يشكّل ركنا آخر من أركان جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وجدّد الأورومتوسطي مطالبته للمجتمع الدولي بالاضطلاع بالتزاماته القانونية الدولية، بوقف جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.بالإضافة إلى تفعيل أدوات الضغط الحقيقية لإجبار إسرائيل على التوقف عن ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وكل جرائمها فورا.