عالميا

العبيدي : إسرائيل تفقد تماسكها و ترامب في سباق مع الزمن لإنقاذها

 في قراءة تحليلية للمشهد الإقليمي المتوتر، اعتبر الدبلوماسي التونسي السابق عبدالله العبيدي، خلال مداخلة له على إذاعة "الجوهرة أف أم"، أن الشرق الأوسط يمرّ بمرحلة دقيقة قد تفضي إلى تغييرات استراتيجية كبرى، في ظل المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل.

وأوضح العبيدي أن الهجمات الإيرانية الأخيرة على تل أبيب شكّلت ضربة موجعة للهيبة العسكرية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تمرّ بإحدى أصعب فتراتها منذ نشأتها، في ظل بوادر تمرد داخل الجيش وفرض قيود مشددة على التنقل في الداخل.
وأكد أن الولايات المتحدة، وتحديدًا في عهدة دونالد ترامب، انجرت إلى التصعيد بدفع من تل أبيب، رغم مساعي واشنطن السابقة لاستئناف المفاوضات النووية مع إيران. وفي هذا السياق، اعتبر العبيدي أن إعلان باكستان دعمها لطهران يُعدّ تحولًا مهمًا في مواقف بعض القوى الإسلامية، خصوصًا وأن إسلام آباد تمتلك قدرات نووية ووزنًا إقليميًا معتبرًا.
وحول احتمال تدخل عسكري أمريكي مباشر، استبعد العبيدي هذا السيناريو في الوقت الحالي، بالنظر إلى التبعات الخطيرة التي قد تترتب عليه إقليميًا ودوليًا. ولفت إلى أن "من يدافع غالبًا يكون في موقع أقوى من المهاجم، خاصة عندما يتعلق الأمر بعمليات بحرية معقّدة تستهدف إيران".
وفي ما يخص التطورات الجيوسياسية، أشار إلى أن المنطقة تشهد إعادة تشكيل للتحالفات، مع تصاعد التقارب بين إيران وروسيا والصين، مقابل تراجع نفوذ التحالفات الغربية التقليدية. واعتبر أن ما يحدث ليس مجرد صراع عسكري بل عملية إعادة رسم لتوازنات القوى على المستويين الإقليمي والدولي.
كما لم يستبعد العبيدي إمكانية لجوء إسرائيل إلى استهداف شخصيات قيادية إيرانية، وعلى رأسها المرشد الأعلى، إلا أنه أكد أن النظام الإيراني أثبت قدرة على امتصاص الأزمات والتعافي السريع، كما ظهر بعد وفاة الرئيس الإيراني مؤخرًا.
وختم العبيدي حديثه بالتشديد على أن الدبلوماسية لم تعد تتحرك خارج أتون الحرب، بل من داخلها، معتبرًا أن الأولوية القصوى اليوم هي منع الانزلاق إلى مواجهة إقليمية شاملة، لما قد تحمله من كلفة باهظة على جميع الأطراف.