احتضن مسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، أمس الأحد 19 أكتوبر 2025، العرض ما قبل الأول في تونس للفيلم الروائي الطويل "جاد" من إخراج جميل النجار، بعد أن عُرض سابقًا في المغرب والجزائر، حيث حظي بإشادة نقدية وجماهيرية واسعة.
الفيلم مستوحى من قصة حقيقية أثارت الرأي العام التونسي، بطلها طبيب يعمل في المستشفى الجهوي بجندوبة تعرض لحادث سقوط مروع داخل مصعد معطل. هذه الحادثة كانت الشرارة لفتح نقاش واسع حول واقع المنظومة الصحية العمومية في تونس، وهو الموضوع الذي اختار المخرج تسليط الضوء عليه من خلال رؤية فنية وإنسانية حساسة.
تدور أحداث "جاد" حول تصادم طبقتين اجتماعيتين داخل المستشفى العمومي: رجل أعمال ثري تعرض لحادث سير، وعامل بناء فقير سقط أثناء العمل، ليُنقلا إلى المستشفى ذاته، ما يفتح المجال لمسار تراجيدي يكشف هشاشة القطاع الصحي وتداعياته المأساوية على المرضى وأسرهم والعاملين في القطاع.
يضم الفيلم نخبة من أبرز الممثلين التونسيين: محمد مراد، ياسمين الديماسي، سوسن معالج، سهير بن عمارة، عبدالكريم البناني، جمال ساسي، محمد علي بن جمعة، وفتحي مسلماني. وقد قدّم الممثلون أداءً صادقًا ومتقنًا متماشياً مع النبرة الواقعية للفيلم، دون أي مبالغة أو تصنع.
وقد تُوّج الفيلم مؤخرًا بجائزة الجمهور في مهرجان عنابة السينمائي، بينما حصل محمد مراد على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم خلال مهرجان الدار البيضاء السينمائي في جويلية 2025.
من المقرر أن ينطلق العرض التجاري للفيلم في القاعات التونسية ابتداءً من 22 أكتوبر الجاري، وقد أعلن فريق العمل أن عوائد الفيلم ستخصص لدعم المستشفيات التونسية، في مبادرة رمزية تعكس روح التضامن والوعي الاجتماعي التي يحملها الفيلم.