تم مساء اليوم السبت 1 نوفمبر 2025 افتتاح المتحف المصري الكبير في احتفال مهيب يُعد حدثًا استثنائيًا في تاريخ الثقافة والحضارة الإنسانية.
هذا الصرح الفريد يجمع بين عبقرية المصري القديم وإبداع المصري المعاصر، ويضم بين جنباته كنوزًا أثرية لا تقدر بثمن، ليضيف إلى عالم الثقافة والفنون معلمًا عالميًا جديدًا يُجسّد روح الحضارة المصرية.
يُعتبر المتحف المصري الكبير أحد أضخم المشاريع الثقافية في القرن الحادي والعشرين، حيث يعكس طموح مصر في تقديم حضارتها العريقة برؤية عصرية تواكب التطور العالمي في عرض وحفظ الآثار. وهو أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، مما يعزز من مكانة مصر الثقافية والسياحية على المستويين الإقليمي والدولي.
أهمية المتحف لمصر
يمثل المتحف المصري الكبير ركيزة رئيسية في استراتيجية التنمية الثقافية والسياحية لمصر، إذ سيسهم في تحقيق مكاسب متعددة، من أبرزها:
- اقتصاديًا: من المتوقع أن يوفر المشروع آلاف فرص العمل الدائمة في مجالات مختلفة، كما سيدعم الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالسياحة والخدمات والنقل والبناء والتصنيع، ليصبح أحد محركات التنمية الاقتصادية في البلاد.
- سياحيًا: من المنتظر أن يرفع المتحف مستوى الخدمات السياحية، ويجذب ملايين الزوار سنويًا بفضل ما يقدمه من تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والتكنولوجيا، مع توقعات بأن يزور المتحف أكثر من 5 ملايين سائح سنويًا.
- تنمويًا ومحليًا: تم تطوير المناطق المحيطة بالمتحف لتشمل مطاعم ومراكز حرفية وتجارية وفنادق ومراكز تسوق، إلى جانب ربطه بمنطقة الأهرامات، مما يجعل المنطقة بأكملها مركزًا سياحيًا متكاملاً.
- ثقافيًا وتعليميًا: يضم المتحف مركزًا للتعليم والتدريب، ومركزًا للفنون والحرف، ومكتبة متخصصة في علم المصريات، بهدف نشر الوعي التاريخي وتعزيز روح الانتماء لدى الأجيال الجديدة.
- ترفيهيًا: يحتوي المتحف على حدائق، ومسارح، وقاعات عرض وسينما، وأوبرا، ومتاجر ومطاعم، ما يجعله وجهة ترفيهية متكاملة للعائلات والزوار من جميع أنحاء العالم.
كنوز لا تُقدّر بثمن
يُعرض داخل المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة منذ اكتشاف مقبرته عام 1922.
كما يحتضن المتحف مجموعة الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو، إلى جانب مراكب الملك خوفو الشهيرة التي تم دمجها ضمن نطاق العرض.
ويمتد تسلسل القطع المعروضة من عصور ما قبل الأسرات حتى العصرين اليوناني والروماني، مما يمنح الزائر تجربة حضارية شاملة توثّق تطور الإنسان المصري عبر آلاف السنين.
بهذا الافتتاح التاريخي، تؤكد مصر مجددًا أنها لا تكتفي بصون ماضيها المجيد، بل تبني جسورًا بين حضارة الأمس ورؤية المستقبل، لتظل أرض النيل منارة للعلم والفن والإنسانية عبر العصور.