كشف رئيس الجمعية التونسية لمرض الأبطن، الدكتور منجي بن حريز، أن عدد المصابين بهذا المرض في تونس يُقدّر ما بين 75 و100 ألف شخص، في حين لا يتجاوز عدد من تم تشخيصهم فعليًا 30 ألف مريض فقط، ما يعني أن آلاف المصابين لا يزالون يجهلون حقيقة وضعهم الصحي.
وفي تصريح للإذاعة الوطنية، اليوم السبت 27 ديسمبر 2025، على هامش اليوم التوعوي الذي نظمته الجمعية بالعاصمة، أوضح بن حريز أن مرض الأبطن يُعدّ من الأمراض الصامتة، إذ تتشابه أعراضه مع أمراض أخرى، وتتمثل أساسًا في الإسهال المزمن، وفقدان الوزن، وفقر الدم، إضافة إلى نقص الأملاح والفيتامينات.
وأكد المتحدث أنه لا يوجد علاج دوائي لهذا المرض، مشددًا على أن الوقاية الوحيدة تكمن في اتباع حمية غذائية صارمة وخالية من الغلوتين، تتطلب تجنّب مادتي القمح والشعير نهائيًا، لاحتوائهما على بروتين الغلوتين الذي يُلحق ضررًا بالأمعاء الدقيقة ويؤدي إلى سوء امتصاص العناصر الغذائية.
ودعا رئيس الجمعية المرضى إلى اعتماد بدائل غذائية صحية مثل الأرز والذرة، باعتبارها خالية من الغلوتين ولا تشكل خطرًا على صحتهم.
وفي جانب آخر، أعلن بن حريز عن انطلاق مفاوضات مع وزارة الشؤون الاجتماعية مع بداية السنة الجديدة، بهدف التوصل إلى آلية تضمن التكفل باسترجاع المصاريف لفائدة جميع المصابين بمرض الأبطن.
وأشار إلى أنه في انتظار تفعيل هذا الإجراء من قبل الصندوق الوطني للتأمين على المرض (الكنام)، تواصل الجمعية تقديم الدعم والمساعدة للمرضى من العائلات محدودة الدخل.
كما أوضح أن الدولة خصصت خلال سنة 2025 ميزانية خاصة للعائلات المعوزة، تمثلت في منحة بقيمة 30 دينارًا لم يتم تفعيلها إلا في شهر جويلية الماضي، مع الإعلان عن الترفيع فيها بـ130 دينارًا بداية من سنة 2026.
وختم بن حريز تصريحه بالتعبير عن أمله في التسريع بتفعيل هذه الزيادة، لما لها من أهمية في التخفيف من الأعباء المالية الثقيلة التي يتحمّلها مرضى الأبطن.