آراء

رئاسة الحكومة : اخطاء اتصالية كارثية

كاد الخطأ الذي قام به الناطق الرسمي للحكومة خالد شوكات قبل يومين ان يتسبب في كارثة لو لا تدخل وزير المالية سليم شاكر يوم امس خلال ندوة صحفية في ولاية صفاقس و اكد ان انتداب 5000 عاطل العمل غير صحيح كما صرح شوكات فيما يخصّ الاحتجاجات الاخيرة التي شهتها ولاية القصرين .
و وضّح الوزير ان الامر يتعلّق الأمر باستيعابهم ضمن البرامج المعتمدة في مجال التشغيل.
و كان ان كمال الجندوبي ارتكب نفس الخطأ و كرر ما قاله الناطق الرسمي المنتدب الجديد في حكومة الحبيب الصيد .
و استمر وضع الانتظار الى حين توضيح وزير المالية و بيان رئاسة الحكومة التي بادرت بالتوضيح مما يطرح تساؤلا عن طريقة العمل الاتصالي الذي تتوخاه حكومة الحبيب الصيد خاصة في مثل هذه الوضعيات الحرجة بدل عرض مخططها الواضح و المعلومات الصحيحة بمصارحة الشعب بما تستطيع ان تحققه من انجازات او مبادرات للحد من مشكل البطالة او تنفيذ برامج تنموية.
كل هذه الاخطاء تطرح عدة تساؤولات عن الاستراتيجية الاتصالية لحكومة الحبيب الصيد الثانية خاصة و ان رئيس الحكومة أوصى في اكثر من وقت الولاة و الوزراء بالعمل الميداني و الاستماع الى مشاغل المواطن.
 الاتصال الحكومي يجب ان يكون قائما على مبادئ اساسية و مقاربات علمية اساسها الشفافية و الصراحة و النزاهة و هو لم نسجله في حكومة الحبيب الصيد الاولى او الثانية و خاصة عند وقوع احتجاجات و غيرها من الاحداث. اذ غالبا ما سجلنا تضارب في التصريحات و التعتيم على المعلومة من قبل مصالح رئاسة الحكومة.
و يجب ان ينبني الاتصال الحكومي والعلاقات العامة الحكومية على مبادىء اساسية ومقاربات علمية، لم يتضح وجودها في ما تقوم به الحكومة، اذ كان المفروض ان "يبدأ الاتصال داخل الهيكل الحكومي" ذاته وهو ما تم تسجيل نقيضه في عديد الحالات بوجود تضارب وتضاد في التصريحات، كما ان "اعتماد النزاهة وعدم اخفاء الحقائق" لم يكن سائدا وكثير من الوقائع الحساسة يلفها التعتيم.


ن . م