وطنية

استطلاع رأي : لماذا لا انوي الترشح للانتخابات الرئاسية

 'لماذا لا أنوي الترشح للانتخابات الرئاسية؟": أم الزين بنشيخة المسكيني-  أستاذة جامعية في الفلسفة وكاتبة روائية وناقد فنية

مع موجة الترشحات للانتخابات الرئاسية، وما لاحظناه فيها من تهافت وعشوائية وسوء تقدير البعض لهيبة الموقع السياسي الذي يتقدّمون إليه وحساسيته، حيث بات أي كان يقدّم ملفا مُضمراً سؤال "لم لا أترشّح للانتخابات السياسية" بغض النظر عن توفر شروط فكرية ولوجستية وتاريخ سياسي وغير ذلك.
في ظل ذلك، أليس حرياً أن نقلب السؤال، ليصبح: "لماذا لا أنوي الترشح للانتخابات الرئاسية؟". سؤال نطرحه على عدد من أبرز أسماء تونس في الفكر والأدب والعلوم. نودّ أن تكون هذه المادة مساهمة في توضيح المسؤولية الرئاسية من منظور مواطني
ما يحدث هذه الأيام في تونس بخصوص الترشح للانتخابات الرئيسية مثير للتفكير بل للقول أحيانا أن المشهد صار إلى مهزلة. لكن تقييم هذا الأمر من وجهة نظر الديمقراطية يفرض علينا القول بأن لكل مواطن مهما كان انتماؤه الأيديولوجي أو الطبقي الحق في المشاركة في الحكم. وهذا ما تفرضه الديمقراطية نفسها. وهذا في حد ذاته موضع إحراج لأن أياً كان بوسعه ادعاء القدرة على أن يحكم. 
من جهة أخرى، فإن إدارة شؤون شعب برمته مهمة صعبة لا ينبغي ابتذالها وجعلها متاحة إلا لمن تتوفر فيه شروط كثيرة من الاقتدار العقلي والتجربة السياسية والالتزام الأخلاقي بحماية الوطن.
غير أن الديمقراطية اليوم مشهد معقد لأنها تقوم عبر أجندات ولوبيات رؤوس الأموال فيقع شراء الأصوات وتزوير الإرادات.إن العملية الديمقراطية رهينة منطق المكنة السياسية. لا يتعلق الأمر إذن بمسار شفاف كما يشاع بين الناس. وهذه المكنة تحتاج إلى مهرجين أيضا كي تثبت مصداقية بعض الوجوه السياسية القديمة.وهو ما حصل مع ترشح بعض ممّن نسميهم أيا كان..
هؤلاء الذين صاروا ضحكة الفيسبوك لهم موقعهم داخل المكنة أيضا.. ينبغي أن تشتغل المكنة على السخرية ممن لا نرى فيهم هيبة الدولة.. كي تبقى هذه الهيبة بأيادي أكابر القوم. أصحاب المال الفاسد.
المشكلة أيضا تكمن في هذه الوجوه السياسية القديمة التي ترشحت جميعها أو تكاد، رغم كونها فشلت في إدارة العملية السياسية في تونس منذ 2011.
يلفتني أيضاً عدم تكافئ عدد المرشّحين والمرشّحات، وأخصّ منهن المثقفات. أعتقد أنه ثمة مشكلة لا تزال المرأة تعاني منها في لاوعيها العميق؛ خوفها او ترددها أو ريبتها أمام المشاركة الفعلية في سياسة البلاد. ومن جهة أخرى لا تزال الهيمنة الذكورة قوية جداً في هذا المجال. وهذه مسألة ينبغي فهمها ومعالجتها في حدّ ذاتها. ينبغي على النساء المبادرة بغزو مجال السلطة السياسية ومقاومة هيمنة الذكور. لا أحد منهم سيمنحها هذا الحق.
وبالنسبة لاستقالة المثقفين عموماً من مجال المشاركة الفعلية في المواقع السياسية الأساسية، فهذه أيضا مشكلة ينبغي الوعي بها والعمل على عدم ترك إدارة البلاد للحمقى والمافيوزيات.
و أم الزين بنشيخة المسكيني أستاذة جامعية تدرّس الفلسفة، وهي أيضاً كاتبة روائية وناقدة فنية ومن أبرز المتخصصات في فكر الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط.
 
 
 
"لماذا لم أنو الترشح للانتخابات الرئاسية؟": منير الكشو (أستاذ الفلسفة السياسية)
 
لا أرى في نفسي البروفايل متاع رئيس دولة ...عندي مشاغل فكرية وبحثية ولست مؤهلا على الاقل في هذه المرحلة لادارة مسائل يومية للدولة . يلزم المترشح يكون عند الشغف بالمنصب يلزم يكون عندو وعي بالحدود اللي وضعهاالدستور لمهمة رئيس الدولة
وانتقال السلطة التنفيذية الى رئيس الحكومة
يلزم يكون عندو وعي بحساسية الوظيفة وباعباءها الاخلاقية لانها وظيفة اخلاقية وليست سياسية و يكون عندو القدرة على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين في نفس الوقت يكون فوق الاحزاب السياسية.
أنا نرى انو الكم من الترشحات جاي من انو قبل كان ممنوع فطبيعي نوصلو للمرحلة هذي الهيئة وضعت مجموعة من الشروط نتصو فم شكون ترشح موش فاهم الشروط اصلا
أنا شفت صحافية تسال في واحد مللمترشحين على التزكيات قالها شنوا معناها تزكيات وزاد من فوق سب الشعب التونسي. تتصور ان العديد منها سيزول
نتذكر في الانتخابات الفرنسية في التسعينات تقدموا مواطنين عاديين ومننساو شفمة نرجسية عند العباد علاش أنا منشاركش
وأحد الفرنسيين شارك في انتخابات في التسعينات قالهم مشروعي في التأمل الروحاني الشعب الفرنسي مريض خاطر ميعملش التأمل الروحاني .
 
 
"لماذا لم أنو الترشح للانتخابات الرئاسية؟": نور الدين كريديس (عالم نفس)
سأجيب من زاوية نظر عالم النفس، ومن منطلق ممارسة سابقة لمسؤوليات إدارية تحمّلتها في الجامعة (عميد كلية 9 أفريل). سأعتمد مقاربة تنطلق من مفهوم الكفاءة، حيث ينبغي أن ننتبه بأن وراء هذه الموجة من الترشحات مشكلة في تمثل فكرة الكفاءة.
يمكننا أن نقسّم الناس على أربع مستويات من الكفاءة. أول هذه المستويات هو عدم الكفاءة غير الواعية، أي حين يكون المترشح غير عارف بأنه لا يعرف ما يقتضيه المنصب. يمكننا وضع ثلثي المترشحين ضمن هذه الفئة. 
المستوى الثاني هوالكفاءة غير الواعية: وهنا فإن الذين ينتمون إلى هذه الفئة لا يترشحون.
ثالثا هناك، مستوى عدم الكفاءة الواعية، أي حين يكون الشخص على علم بأنه لا يعلم. هنا أيضا، المنتمون إلى هذه الفئة لا يترشحون.
أما المستوى الأخير فهو الكفاءة الواعية أي من يعرفون أنهم يعرفون. وهؤلاء يعدّون على أصابع اليد الواحدة.
لأجل جميع هذه الأسباب أنا لا أقدّم ترشّحي للانتخابات الرئاسية، لأنني على وعي بكفاءتي. أعتقد أن مثل هذا التصنيف للكفاءات ينبغي أن يقدّم لجميع المترشحين وأن يعرفوه، بالإضافة إلى أنني أدعو إلى وجود معاينة نفسية لمن يتقدّم للرئاسة. 
أنا أفضّل أن أدرّس، أن أكتب، أن أتواصل من خلال أفكاري، وضمن هذه الاهتمامات أحقق ذاتي.
و نور الدين كريديس، عالم نفس وأستاذ جامعي وكاتب صدرت أعماله في دور نشر فرنسية وتونسية، وهو عضو رئيسي في "الجمعية الدولية لعلم النفس"، كما شغل منصب عميد كلية 9 أفريل في تونس.