وطنية

عندما تتحول مؤسسة السلطة التشريعية الى مسرح للفوضى

 ربما كان البرلمان الحالي أكثر المجالس النيابية عجزا وفشلا منذ الثورة حيث منذ انطلاق المدة النيابة في اكتوبر و هو يعيش على وقع حالة من الاحتقان والفوضى غير المسبوقة بعد أن تحولت جلساته العامة إلى فضاء لتصفية الحسابات السياسية والاتهامات .

و منذ الجلسة الافتتاحية الاولى للبرلمان بدأت النزاعات بين بين ممثلي الكتل النيابية برفض رئيسة الحزب الدستوري الحر أداء اليمين الدستوري معتبرة أن هذه العملية غير قانونية ، ثم رفع نواب ائتلاف الكرامة شعار رابعة لتصبح حالة من الفوضى و يأخذ الصراع السياسي طريقه نحو حالة من الانحدار الذي تسبب إفشال عمل البرلمان ودفعه نحو وضع العجز التام عن أداء مهامه التي وجد من أجل القيام بها وصولا الى التكفير و التحريض على الخصوم السياسيين من قبل النائب عن ائتلاف الكرامة محمد العفاس.
و تواصلت المناوشات و العراك بين النواب بإعتصام نواب كتلة الحزب الدستوري الحر داخل القاعة المخصصة للجلسات العامة ، و هي سابقة ، بعد نعتهم من قبل النائبة عن حركة النهضة جميلة الكسيكسي "بالمتشردين و قطاع الطرق و كلوشارات" ليتهمهم باقي النواب بتعطيل عمل البرلمان .
و في حلقة أخرى من مسلسل الشد و الجذب ، تواصل العرض الفرجوي في البرلمان بتلاسن بين عبير موسي وبين رئيس البرلمان راشد الغنوشي ونواب آخرين من حركة النهضة وحركة الشعب والتيار الديمقراطي .
وعبر عدد من النواب عن قلقهم من المحاولات المتكررة من قبل كتلة الدستوري الحر لتعطيل أعمال الجلسات العامة من خلال اختلاق المعارك أمام عدسات الكاميرا ومقاطعة تدخلات النواب ورئيس المجلس وتشويه المؤسسة التشريعية برمتها.
و بالأمس شهدنا "عركة نساء" بين النائبتين ليلى الحداد و عبير موسي في بهو المجلس من خلال الفيديوهات التي تناقلتها صفحات الفيسبوك ، وصلت الى حد تبادل التهم و الشتائم الغير لائقة بالمؤسسة التشريعية.
اليوم بعد 5 أشهر من عمل البرلمان أعطى النواب الجدد صورة سيئة للمواطن عن مؤسسة السلطة التشريعية و بتنا نرى جلسات تبادل شتائم و عراك متواصل و اضحى بعيدا كل البعد عن النظر في حاجيات الشعب من خلال سن او التقدم بمشاريع قوانين تخدم البلاد و العباد ، بل اصبح حلبة للمصارعة و تصفية للحسابات السياسية و يساهم في التشنج المشهد السياسي و الاجتماعي ببلادنا. و لا يخدم التحول الديمقراطي التونسي بأي شكل من الأشكال.
 
 
منى ميموني