في لقاء مؤثر، كشفت المخرجة التونسية كوثر بن هنية كواليس فيلمها الجديد "صوت هند رجب"، مؤكدة أن الشعور بالعجز أمام مأساة الطفلة الفلسطينية هند رجب خلال العدوان على غزة كان الشرارة الأولى وراء إنجاز العمل.
وخلال جلسة نقاش حول الفيلم، مساء الثلاثاء 21 أكتوبر، قالت بن هنية: "عندما سمعت نداء هند وهي تصرخ: أنقذوني، أنقذوني، شعرت أن النداء موجه لي، لنا جميعًا. لم يستطع أحد إنقاذها، فقررت أن أستخدم السينما كأداة مقاومة، حتى يصل صوتها إلى العالم."
وأضافت المخرجة: "لم يكن هذا المشروع مخططًا له، ولو كان بيدي لاخترت أن تبقى هند حيّة. لكن بما أن المأساة وقعت، كان واجبي الإنساني والفني أن أروي قصتها."
ويعيد الفيلم، المستوحى من قصة حقيقية، رسم اللحظات الأخيرة في حياة هند رجب (5 سنوات)، التي فقدت حياتها تحت القصف الإسرائيلي بعد أن ناشدت العالم عبر الهاتف لساعات دون مجيب.
وقد عُرض الفيلم ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي الدولي، حيث حظي بتفاعل استثنائي وتصفيق متواصل لأكثر من عشرين دقيقة، تُوّج بعدها بجائزة لجنة التحكيم الكبرى إلى جانب جوائز موازية أخرى.
وتعليقًا على هذا التتويج، قالت بن هنية: "ما حدث فاق كل توقعاتي… التصفيق، تفاعل النقاد، الصحافة… منحني إحساسًا بأن صوت هند وصل فعلًا. كان هذا هدفي الأول."
واعتبرت بن هنية أن هذا العمل شكّل نقطة تحول في مسيرتها:"كل فيلم هو رحلة اكتشاف جديدة، لكن ’صوت هند رجب‘ أعاد إليّ الإيمان بالسينما كوسيلة للمقاومة والتأثير. شعرت بأن الفن ما زال قادرًا على تحريك الضمائر."