آراء

تربص به الحيتان والدكاكين: يوسف الشاهد يعلن الحرب التونسية الرابعة !

بعد أن انتصرت تونس على الديكتاتورية بأقل الأضرار الممكنة في ثورة سلمية أبهرت العالم زمن العولمة، ثم انتصرت في اجبار حركة النهضة على التتونس بعد صراع مرير مستمر، فانتصرت تقريبا على الارهاب بفضل جسارة وبطولة المؤسستين الأمنية والعسكرية وشعب لفظ المتطرفين والتكفيريين، حتم الواقع الداخلي والتطورات الاقليمية على البلاد أن تنطلق في خوض حرب رابعة هي الحرب على الفساد .
حرب أعلنها صراحة رئيس الحكومة يوسف الشاهد مساء اليوم ، في تصريح مقتضب توجه به للتونسيين، فسر عبره العمليات الأمنية النوعية المتواصلة التي يتم خلالها ايقاف الحيتان المشتبه في تورطها في الفساد، ووضهم تحت الاقامة الجبرية، وفرض الفرز بين الفساد وأتباعهم والواقفين في صفه.
فقال يوسف الشاهد خلال تصريحه "أنا مثل التوانسة الكل في الحرب على الفساد، ليس هناك خيار اما الدولة وتونس أو الفساد. وانا اخترت تونس"." نحب نطمأن التوانسة الكل نقلهم اللي حكومة متحملة المسؤلية وستخوض المعركة ضد الفساد للأخير...ناقفو لتونس".
خطوة، جاءت بدعم من رئاسة الجمهورية و مؤسسات الدولة، لا سيما العسكرية والأمنية، اضافة الى الاتحاد العام التونسي للشغل، فتم بلورتها وحبكها وترجمتها ، خطوة شعبية ، انعكست على الرأي العام وفرضت الفرز .
حرب كسابقاتها الثلاث، ليست أقل قيمة ولا خطورة من الحرب لتونسة حركة النهضة أو الحرب على الارهاب، حرب وطنية يجب أن تكون الصفوف مرصوصة لمجابهة تداعياتها وخطورتها ، فتلك الحيتان "المافيوزية" تخفي ورقات وسيناريوهات خطيرة وأتباعا كثرا، سيتكبد خلالها التونسيون كثيرا من المتاعب، ولكنها ستكون نبراس أمل جديد لتونس الجديدة .
حرب رابعة، سيكون لانعكاسها، تغيير نوعي على المشهد السياسي وتطوره وتوازناته، فلن يبقى الوضع على ما هو عليه اليوم، وسيتغير تغيرا واضحا بعد بضعة أشهر من اليوم، سيتوضح بعدها مستقبل تونس في المدى المتوسط، أي بعد 2019 .
خطوة رهان، على الشاب يوسف الشاهد، الذي اختصر طريقا طويلا بهذه الخطوة، فارتفعت أسهمه حد التخلص من جاذبية قوى الشد العديدة الى الوراء ، فجعلت منه نجما، سيكتب مستقبله بأحرف من ذهب، أو يسقط سقوطا حرا اذا ما تمكنت منه جاذبية الفاسدين والانتهازيين ودكاكين الأحزاب المتربصة

أيمن الزمالي