ثقافة و فن

التونسي و الكتاب ..علاقة مناسباتية

 في كل مرة من السنة يفتح معرض تونس الدولي للكتاب إلا ويعاد من جديد طرح القضية القديمة الجديدة عن علاقة التونسي بالكتاب ويعاد من جديد ذلك الحديث عن مكانة الكتاب والقراءة لدى التونسيين لكن نجدعزوف عن القراءة والمطالعة وعن الأسباب التي جعلت التونسي عموما لا يقرأ و جعلت الشعب التونسي من الشعوب التي ليست لها تقاليد في المطالعة خاصة وأن كل الدراسات التي أجريت تقول أن هناك إشكال في عدم الإقبال على القراءة على خلاف الشعوب الغربية التي يمثل الكتاب لديها ركيزة أساسية في حياتها وهو يدخل ضمن عادات عريقة يعرفها العام الأوروبي فكل البيوت عندهم لا تخلو من مكتبة تحتوي على كتب مختلفة ومتنوعة والكتاب عند هذه الشعوب الحياة.

ما يقلق في موضوع عزوف التونسي عن المطالعة هو أن هذه الوضعية مستمرة ومتواصلة منذ سنوات وأن آخر الأرقام التي أفصحت عنها عملية سبر للآراء أجرتها مؤسسة أمرود كونسلتيغ معرفة اتجاهات الرأي العام حول علاقة التونسي بالقراءة والمطالعة ومكانة الكتاب في البيوت التونسية تقول ان 82 بالمائة لم يقرؤوا كتابا خلال 2019 و 89 لم يقتنوا كتابا خلال 2019 و 17 بالمائة قرؤا كتابا فقط خلال 2019 و 
10 بالمائة اقتنوا كتابا خلال 2019 و بالنسبة الى سنة 2018 فأن 82 % من التوانسة لم يقرأوا كتابا واحدا.
و تعتبر هذه الارقام هزيلا جدا كما أنها أرقام مهمة للغاية تعطي فكرة عن حال المعرفة في المجتمع وعن مكانة الكتاب عند أفراده كما أن الأرقام تقدم صورة واضحة على حالة الذهنية العامة للشعب التي تجعل من الشعب التونسي في عمومه شعب لا يقرأ ولا يطالع وعلاقته بالكتاب تكاد تكون منعدمة وفي أفضل الحالات مهزوزة.
لكن نستطيع أن نقول أن التونسي و الكتاب لديهم علاقة مناسبات لا أكثر فنجد عديد الزوار لكن يعتبر ضعيفا بالنسبة لقيمة الكتلب و المعارض بدول أخرى.
و تعتبر اليوم أننا نواجه مشكلة كبرى بخصوص ظاهرة العزوف عن القراءة وهجران المطالعة ومشكلة في وجود علاقة متوترة بين التونسي والقراءة وهذا كله يعطي فكرة على الحالة الذهنية للشعب ومستوى المعرفة والثقافة الموجدة ومكانة العلم والفكر في عائلاتنا فكل المشاكل طريق حلها الوحيد هو المعرفة والعلم وتكوين ذهنية واعية وعقل مثقف ومن دون مرافقة للكتاب والتدرب على ملازمته فإن كل ذلك لن يتحقق ومن وراء ذلك يتعثر كل التغيير والإصلاح ويغيب كل حديث عن النهوض والتقدم .