ثقافة و فن

بعد 40 عاماً من صدور كتابه الاستشراق : هل قرأنا إدوارد سعيد؟

انتظمت على هامش بمعرض تونس الدولي للكتاب جلسة حوارية حول "ادوارد سعيد بعد مرور اربعين سنة عن صدور كتابه الاستشراق"، وقد أدار هذه الجلسة الصحفي التونسي في صحيفة "العربي الجديد" اللندنية، شوقي بن حسن، بمشاركة المؤرخ اللبناني فواز الطرابلسي والناقد السوري صبحي حديدي وأستاذ الفلسفة في الجامعة التونسية صالح مصباح. أثار بن حسن أسئلة حول إشكاليات تلقي المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد في الثقافة العربية، مثل: لماذا اشتهر كتاب الاستشراق على حساب أعمال سعيد الأخرى؟ وكيف جرى استخدام أطروحاته عربياً؟ وكيف وصل إلى العربية عبر الترجمة؟ في كلمته اعتبر طرابلسي أن "إدوارد سعيد اختُصر في كتاب "الاستشراق" دون أن يكون هذا العمل أكثر الأعمال تعبيراً عن مشروعه الذي تكامل بمرور السنوات وتعدّد مؤلفاته". 

وباعتباره مترجماً لعدد من أعمال سعيد، أشار طرابلسي إلى صعوبة نصّه، بتشعّب إحالاته واستراتيجياته البلاغية، وهو سبب آخر ربما يعيق تقبّله عربياً. من جهته، يفسّر حديدي شهرة كتاب الاستشراق بأن "صدوره وافق صعود التيارات الإسلامية في العالم العربي وقد وجدوا فيه سنداً لنقد الغرب، ليجري اختزاله تقريباً في هذه النقطة، واستثماره على أساسها". أما مصباح، فقد قدّم قراءة من منطلق اختصاصه في الفلسفة في مشروع إدوارد سعيد الفكري، حيث بيّن كيف أن المفكر الفلسطيني وإن لم يشتغل بالفلسفة بمفهومها المكرّس إلا انه وسّع قواعدها من خلال مباحثه في الأدب المقارن والدراسات الحضارية. 

وضمن النقاش الذي تلا تدخلات المشاركين، تساءل الكاتب التونسي الطاهر أمين حول عدم ترجمة كتاب "قضية فلسطين" إلى العربية على خلاف أعمال إدوارد سعيد الأخرى. كما أثار الباحث الأنثروبولوجيا الأمين البوعزيزي مسألة غياب صاحب كتاب "المثقف والإمبريالية" عن الدرس الجامعي التونسي.

ذكر ان إدوارد سعيد يعد من ابرز مفكري النصف الثاني من القرن العشرين باعتبار انه اعاد النظر في مقولات مكرسة في الثقافة الغربية مثل دور المثقفين 

وعلاقة الغرب بالشرق وتدبير مسالة الاختلاف في العالم ومن ابرز اعماله خارج المكان، عن الاسلول المتأخر ، المثقف والامبريالية .