ثقافة و فن

افتتاح مهرجان الحمامات الدولي : 'رسائل الحرية' تستعير الماضي لتتحدث عن الحاضر

 افتتح مهرجان الحمامات الدولى دورته الـ55 يوم أمس بمسرحية "رسائل الحرية" تأليف عز الدين المدنى وسينوغرافيا وإخراج حافظ خليفة.

تتناول المسرحية حقبة زمنية عاشتها تونس بماضيها السياسى والدينى، والتى أدت إلى القيام بحراك شعبى من أجل الحرية أفضت إلى ثورة عارمة.
« … من يحكمكم دجال، اعلموا أن المهدي المنتظر حلم، أمل، أنتم المهدي المنتظر » بهذه الكلمات أسدل الستار على مسرحية » رسائل الحرية » نص عز الدين المدني وإخراج حافظ خليفة في عرضها الاول الذي افتتح الدورة 55 لمهرجان الحمامات الدولي.
« رسائل الحرية » عمل باللغة العربية استقرأ التاريخ فاستحضر الشخصيات والرموز وسافر بالجمهور على متن سفينة وقطار سبح به بين الاضواء والصور والانغام فكان العمل لوحة تعبيرية ظاهرها تاريخي ومضمونها بحث في عمق الحضارة في عمق السياسية وفي العلاقة بين الدين والسياسة.
مخرج العمل قال في تصريح لـ »وات » بعد العرض » نحن نستعير التاريخ لنتحدث عن الحاضر ونحاول أن نصوغ بشكل جمالي راق و بسينوغرافيا متحركة واضاءة رقمية بديلة وموسيقى وكوريغرافيا لنبلغ رسالة الى الشعب » انت المهدي المنتظر وانت من سيخلص نفسه من جلادي الماضي والحاضر واحذر الدجالين ونحن على ابواب الانتخابات ».
ويضيف » شرف لنا نتعامل مع نص لعز الدين المدني وشرف لنا ان نمد الجسور لفنانين من العراق عملوا معنا لان الحديث عن تونس ورقادة ولكنه حديث عن كل الاوطان العربية وشرف ان يكون العمل في تونس عاصمة الثقافة الاسلامية و ان يتطرق الى الخطوط الحمراء » ويقول حافظ خليفة » أنا مفكر فنان وأتعامل مع الدين وأحذر لما السياسي والسلطة يتعاملان مع الدين فهذا سيدمرنا جميعا ».
ويقر في ذات السياق » هذا العمل سياسي بامتياز وليس تاريخيا او دينيا او حديثا في صراع المذاهب. ولقد حاولنا أن نطوع النص بإضافات ضوئية رقمية بديلة من سفر السفينة إلى سفر القطار إلى الاسلاك الشائكة الى النيران الى الايادي الممتدة او بالكتابة على الركح وحاولنا ان نعطي للنص وهو باللغة العربية والتي هي اليوم للبعض ثقيلة بعض الشيء بعدا فرجويا وحاولنا تغذية الجمهور بالفرجة، والمسرح هو فرجة بالاساس ».
كاتب النص عز الدين المدني من جهته يقول » انا لا اتدخل في السياسة ولست مؤرخا ولا أعطي دروسا ولكن اكتب مسرحا يناقش الافكار ويؤسس لحوار، والمسرحية وإن كتبت منذ السبعينات فإن الاشكالية التي تطرحها ما تزال قائمة الى اليوم : اشكالية الدين والدجالين ».
ويضيف » انا لست وصيا على الجمهور ولا اعطي دروسا الى الشباب التونسي ولكن ادعوه الى ان يقبل على المسرح وان يعي بأن لبلاده عمقا تاريخيا وحضاريا فتونس هي الاصل وهي المرجع و مبعث الاعتزاز فهي بلد حضارة وثقافة وليست بلاد جهل و شعبها هو من يقول لا للحكام الظالمين والدجالين وتجار الدين وذلك هو تاريخها وحاضرها ».
وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين الذي حضر العرض قال عنه : » هي قراءة فنية فيها جانب هام من تصعيد الواقع في شكل مسرحي جميل جدا يصل بين التاريخ والواقع ويتطرق الى التوجس من الحاضر والمستقبل « . مضيفا » شرف أن تدعم وزارة الشؤون الثقافية هذا العمل لأنه عمل إبداعي فيه قراءة لنص المبدع والقامة الثقافية التونسية عز الدين المدني وهو قراءة مسرحية جمالية نقدية لحافظ خليفة فيها من الخوف والتوجس من سيرورة المجتمعات العربية في سياق من الحرية وإبداء الرأي بكل جرأة وبتعبيرات جمالية ثقافية ابداعية »