اقتصاد

تونس : إحداث صندوق للتبرعات قرار مرتجل يعكس وضعية تخبط الحكومة

 اعتبر المختص في علم الاجتماع، بلعيد أولاد عبد الله اليوم الأحد 11 أفريل 2021، أن قرار إحداث صندوق لجمع التبرعات لمساعدة الفئات الهشة المتضررة من تداعيات جائحة كوفيد 19، الذي أعلن عنه رئيس الحكومة هشام المشيشي أمس السبت، قرار مرتجل لا يتماشى مع الواقع الاجتماعي التونسي خاصة بعد تدني القدرة الشرائية لجل المواطنين ومعاناتهم من عوائق مادية كبيرة وتأزمات نفسية عميقة.

وبين أولاد عبد الله أنه من الصعب جدا إعادة كسب التعاطف الشعبي وتعزيز المد التضامني للناس من أجل حثهم على التبرع بعد أن فقدوا ثقتهم بفاعلية ونجاعة هذا النوع من الصناديق، خاصة و أن الصندوق 1818 لمجابهة تداعيات أزمة كوفيد 19 الذي تم احداثه في مارس 2020، عرف مشاكل جمة في عملية التصرف في موارده بسبب الاجراءات الادارية المعقدة التي ترافق عمليات عقد الصفقات لشراء المعدات والتجهيزات الطبية.
واعتبر أن قرار إحداث صندوق ثان لمجابهة أزمة كوفيد 19 يعكس وضعية تخبط الحكومة التي فشلت على المستوى الاتصالي في الترويج لهذا الصندوق ،قائلا: "أن تأكيد المشيشي على أنه تم العمل على وضع الآليات اللازمة لضمان شفافية عملية جمع التبرعات وتوزيعها في هذا الصندوق الجديد فيه اعتراف ضمني بأن الصندوق الأول يشكو من انعدام الشفافية".
وشدد المختص على أنه كان من الأجدى أن يتم الإعلان عن إعادة تفعيل الصندوق الأول عوضا عن الإعلان عن إحداث صندوق ثان ،حتى يشعر الناس ضمنيا باسترسال قرارات الحكومة ضمن مسار موحد، مع اتخاذ جملة من القرارات الموازية تضفي مزيدا من السلاسة على كيفية التصرف في التبرعات ، من قبيل ايكال هذه المهمة لأحد المنظمات الوطنية العريقة التي تتمتع بخبرة عالية في علاقة بالمد التضامني و الاجتماعي.
وعبر اولاد عبد الله عن استغرابه عدم مراعاة الأبعاد الاجتماعية والنفسية للمواطنين في قارات اللجنة العلمية، التي ظلت، منذ ظهور جائحة كوفيد 19، طبية وصحية بالأساس، رغم تعزيز تركيبة اللجنة بمختصين اجتماعيين.
وجاء تصريح اولاد عبد الله تعليقا على رفض رواد شبكات التواصل الاجتماعي قرار رئيس الحكومة، معتبرين اأنه يكرس عدم العدالة الاجتماعية.
ودعا عدد من رواد الشبكة العنكبوتية الحكومة الى فرض اداءات على اصحاب الثروات الطائلة والمسؤولين الكبار في الدولة عوض التوجه الى المواطن "الزوالي" الذي تراجعت قدرته الشرائية بفعل الجائحة.
ودعا الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، حفيظ حفيظ، في تدوينة له على الفايسبوك، للكف عن التبرعات، مشددا بالقول : " نحن ضحينا بأجرة يوم عمل في شهر أفريل 2020 من أجل شعبنا وننتظر كشف الحساب.. ويكفينا تبرعات.. ".
 
وات