قال رمضان بن عمر الناطق باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ،اليوم الثلاثاء 18 أكتوبر 2022 ، أن الدولة التونسية تخلّت عن جزء من المجتمع وأن الفئات الهشة أصبت تواجه مصيرها وتقاوم الأزمة بما توفر لديها من امكانيات.
و أوضح بن عمر أن السلطات في ولاية مدنين ارتكبت جريمة والأهالي عولوا على امكانياتهم الذاتية في البحث عن أبنائهم المفقودين أما الدولة فقد دفنت الجثث دون احترام الإجراءات القانونية.
وأضاف بن عمر في تصريح اعلامي أن الدولة تخلت على جزء من المجتمع مؤكدا أن أرقام الهجرة غير النظامية لهذه السنة غير مسبوقة وتسجّل لأول مرة منذ بداية الظاهرة في تونس.
وأشار المتحدث إلى أنّ أكثر من 15 ألف مهاجر من تونس من أصل 30 ألف وصلوا إلى السواحل الإيطاليّة بطريقة غير نظامية و15 ألف وصلوا إلى فضاء شنغن عن طريق خط تركيا – صربيا، وفق ما أعلنت عنه السلطات النمسوية، إضافة إلى تسجيل أكثر من 3 آلاف قاصر وصلوا السواحل الايطالية و650 إمرأة و550 عائلة تقريبا وصلوا إلى إيطاليا.
وتابع أن حوالي 27 ألف مهاجر تم منع اجتيازهم للحدود بطريقة غير نظامية، وأن المهاجرين من تونس أصبحوا من بين الحاملين لشهادات عليا ومن الأشخاص العاملين أيضا وليسوا فقط من العاطلين أو أصحاب السوابق، موضحا أن نسق الهجرة أصبح مرتبطا بمنسوب الأمل لدى التونسيين ونوعية العيش في البلاد التي أصبحت منفرة جدا.
وأضاف أن ظاهرة فقدان الأدوية وانحدار الخدمات في المستشفيات العمومية وانحدار مستوى التعليم كلها عوامل تتسبب في تغذية ظاهرة الهجرة، خاصة وأن هذه العوامل تؤثر على الفئات الأكثر هشاشة، وتعطي شعورا بتخلي الدولة عنهم، مثلما حدث مع المهاجرين غير النظاميين أو ''الحراقة'' حيث تركتهم الدولة ليواجهوا مصيرهم، حسب تعبيره .