تابع عشاق الفن الرابع ، ليلة أمس الأحد 24 سبتمير ، المسرحية الختامية '' 14/11'' من إخراج معز القديري ونص هيثم المومني وماهر مصدق، وسينوغرافيا صبري العتروس، وبطولة هيثم المومني ومروان ميساوي بمدينة الثقافة في اطار النسخة الرابعة من تظاهرة '' الخروج الى المسرح''.
و مسرحية ''14/11'' ، مستوحاة من مسرحية ''ذهان 4:48'' للكاتبة المسرحية سارة كين، وفيها تظهر شخصيات العمل متقلّبة المزاج، مكتئبة ومقبلة على الموت، كمصير كاتبة النص الأوّلي “ذهان 4:48” سارة كين، التي انتحرت بعد كتابتها المسرحية ببضعة أيام تاركة نصّا جاء فيه: ''كانت لديّ القدرة على البكاء، أما الآن فقد تجاوزت مرحلة الدموع''.
في "1411" يصبح جسد الممثل عنصرا رئيسيا في الأحداث، حيث يتحول الجسد الى لغة وصوت مسموع، وهو ما نجح فيه كل من هيثم ومروان فقد نقلا لنا من خلال جسديهما صراعهما الداخلي ومواجهتهما لحالة الاكتئاب التي اصابت الجسد، مبرزين وجود أحاسيس لا يمكن ترجمتها باللغة فكانت الصورة أقرب للتعبير عنها.
ونص "4:48" كان عبارة عن يوميات "كين" في المستشفى عبرت فيه عما عاشته داخلها والصراع بين عقلها وقلبها، تجربة ذاتية محملة بالأحلام والأمراض والحيرة حوّلها فريق "1411" الى مسرحية اطارها المكاني العقل الباطن حيث ينفصل العقل عن القلب مما يسبب صراعا نفسيا كبيرا .
شخصيتان تنقلان على مدار المسرحية تقلبات مزاجية حادة بين القوة والضعف .. الحب والكراهية مشاعر متناقضة عبر عنهما العقل والقلب لتتسم الأحداث بطابع سوداوي قاتم. شخصيات تشبه الى حدّ كبير شخصيات "دوستويفسكي"، التي يكون فيها الموت والاكتئاب بطلين أساسين .
في "1411" يصبح جسد الممثل عنصرا رئيسيا في الأحداث، حيث يتحول الجسد الى لغة وصوت مسموع، وهو ما نجح فيه كل من هيثم ومروان فقد نقلا لنا من خلال جسديهما صراعهما الداخلي ومواجهتهما لحالة الاكتئاب التي اصابت الجسد، مبرزين وجود أحاسيس لا يمكن ترجمتها باللغة فكانت الصورة أقرب للتعبير عنها.
هدوء مخيف، فراغ، كراس أبيض، صوت قطرات ماء، “إنت عندك صحاب؟” بهذا السؤال تتواجه الشخصيتان المحوريتان في “14/11” لينطلق الصراع والتقاتل بينهما، صراع بين العقل والقلب من أجل إنقاذ الجسد المريض، تتصاعد الأحداث ويحتدّ الصراع وتتأزم المواجهة، يُقرّر الجسد الانتحار بعد حالة من الاكتئاب الحاد، فهل ينجح العقل والقلب في إنقاذ الجسد؟
صوت القطار، قطرات ماء، موج البحر، عصف الرياح، نعيق الغراب، صوت الصعقات الكهربائية، موسيقى هادئة تنقلب في لحظات أخرى إلى صاخبة.. كلّها مؤثرات صوتية تم اعتمادها في مشاهد العمل، عبّرت عن طبيعة الحوار الحاد بين الشخصيتين.
تتأرجح أفكار الشخصيتين في “14/11” بين الرغبة في الحياة والعزوف عنها، بين الإحساس واللاإحساس، بين حب الذات والسعي إلى إيذائها، والشعور بالسلبية وانعدام القيمة، حالة من الاكتئاب الحاد تُشبه الوحش المُخيف الذي لا يمكن قتله أو الهروب منه، رحلة في العقل الباطني تبيّن نهاية العمل أنّها حصة علاج نفسي لشخصية مضطرة ومكتئبة رقم ملفها الطبي “14/11″، وهو ما يستشفّه المُشاهد من خلال صوت الطبيب الغائب/الحاضر عن الجلسة العلاجية، والذي يُشخّص حالة مريضه الذي يُعاني الاكتئاب الحاد.