بأدائها اللافت في أول تجربة سينمائية لها، خطفت ناديا مليتي، الممثلة الفرنسية ذات الأصول التونسية، قلوب لجنة التحكيم والجمهور على حد سواء، لتحصد جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي 2025، عن دورها الجريء والمؤثر في فيلم "La Petite Dernière" (الأخت الصغيرة) للمخرجة حفصية حرزي.
نادية، الطالبة البالغة من العمر 23 عامًا والتي لا تزال تتابع دراستها في معهد علوم وتقنيات الأنشطة البدنية والرياضية، وجدت نفسها على حين غرة في قلب الأضواء، بعد أن تم اختيارها صدفة خلال اختبار أداء. لكن المصادفة تحولت إلى لحظة فارقة في مسيرتها، حين جسدت شخصية "فاطمة"، فتاة مسلمة تبلغ من العمر 17 عامًا، تواجه تمزقات الهوية وتكتشف ميولها الجنسية وسط محيط اجتماعي محافظ.
.jpg)
الفيلم مستوحى من السيرة الذاتية للكاتبة فاطمة داس، الصادرة سنة 2020، والتي نسجت من تفاصيلها المخرجة حفصية حرزي عملاً حساسًا وواقعياً يلامس قضايا الهوية، الجندر، والانتماء.
وعن هذا الدور، قالت ناديا من على منصة كان:"عندما قرأت الرواية، شعرت وكأنها تتحدث عني. شدّتني القصة من العمق، من تفاصيل التحرر والصراع الداخلي، ومن عالم يشبه كثيرًا بيئتي وخلفيتي."
بأداء اتسم بالصدق والبساطة، عبّرت ناديا عن واقع معقّد بلغة الجسد والعين والصمت، ما جعل منها وجهًا سينمائيًا واعدًا وصوتًا جديدًا في فضاء تمثيلي يحتاج لمزيد من التنوع.
ويحمل هذا التتويج رمزية أكبر من مجرد جائزة: إنه انتصار للنساء المغاربيات، ولشباب تونس الباحثين عن ذواتهم في عالم الفن، وللسينما كأداة للكشف والتحرر.
.jpg)
أما المخرجة حفصية حرزي، التي تعود إلى الواجهة بفيلمها الروائي الثالث، فهي ليست غريبة عن منصات التتويج، إذ لمع نجمها منذ 2007 بعد تألقها في "كسكسي بالبوري" لعبد اللطيف كشيش، والذي جلب لها جائزة مارسيلو ماستروياني من مهرجان البندقية، وسيزار لأفضل أمل نسائي سنة 2008.
"La Petite Dernière" ليس مجرد فيلم، بل شهادة جريئة على تمزقات الجيل الجديد، وصوت صادق يُعيد تعريف البطولة والأنوثة والانتماء، من قلب الضواحي إلى قلب مهرجان كان.