في عرض استثنائي يُقدَّم يوم السبت 31 ماي على ركح سينما ومسرح الريو بتونس، تعود فرقة "كلاندستينو" بمونودراما جديدة تحمل عنوان "وحدي"، لتُبحر بالجمهور في رحلة داخلية عميقة تُجسّد صراع الإنسان مع ذاكرته، وطنه، ومصيره.
بين ماضٍ يلاحقه وحاضرٍ يُربكه، يقود بطل الحكاية شاحنته الثقيلة عبر طرقات معتمة من الذكريات والألم. وحيدًا، تتقاذفه مشاعر الانتقام والغفران، الصمت والصراخ، في محاولات يائسة لفهم ذاته والبحث عن بداية جديدة.
العمل يطرح تساؤلات وجودية حادة في ظل واقع وطني يتغير على إيقاع التحولات الاجتماعية والسياسية: كيف نعيش حياة مجزأة؟ هل من معنى في وطن متحوّل؟ وهل يمكن إعادة البناء وسط هذا الركام؟
"وحدي" ليست فقط مونودراما، بل تجربة إنسانية صادقة تتغلغل في شروخ الروح والذاكرة، حيث تتقاطع ضحكات الطفولة مع خيبات الكبار، وتتمازج صور الأحبة مع جراح الفقد. كل مشهد هو بمثابة جزء من أحجية داخلية تبحث عن اكتمالها في واقع يرفض الثبات.
وفيةً لأسلوبها، تقدم فرقة "كلاندستينو" هذا العمل برؤية فنية راقية، تمزج فيها ببراعة بين الواقعي والشاعري، بين الألم والأمل. إنها دعوة للتأمل في ما تبقى فينا من إنسان، وسط عالم يطلب منا أن نبدأ من جديد.
يُذكر أن العرض الأول من هذه المسرحية قُدّم يوم الخميس 26 ديسمبر 2024 بنفس القاعة، وسط تفاعل جماهيري كبير.