يبحث الترجي الرياضي التونسي عن تعويض تعثّره في الجولة الافتتاحية من كأس العالم للأندية 2025، عندما يلاقي نادي لوس أنجلوس أف سي الأمريكي، صباح السبت 21 جوان الجاري، على ملعب "جيوديس بارك" في مدينة ناشفيل، لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة.
ويدخل ممثل كرة القدم التونسية المباراة بشعار “لا بديل عن الفوز”، في ظل إدراكه أن الخاسر في هذه المواجهة سيقترب بنسبة كبيرة من توديع المسابقة مبكرًا، خاصة بعد الهزيمة الأولى التي تلقاها الفريقان في الجولة الافتتاحية، حيث خسر الترجي أمام فلامينغو البرازيلي بهدفين دون رد، وهي النتيجة ذاتها التي سقط بها الفريق الأمريكي أمام تشيلسي الإنجليزي.
ورغم سجله الجيّد مؤخرًا – إذ خاض 11 مباراة متتالية دون هزيمة قبل لقاء فلامينغو – إلا أن الترجي ما زال يبحث عن تحقيق فوز معنوي وتاريخي في هذه المسابقة العالمية التي لم يترك فيها بصمة تليق بتاريخه، حيث خسر خمسًا من أصل سبع مباريات خاضها سابقًا، وفاز فقط في مواجهتين لتحديد المركز الخامس، إحداهما ضد فريق من منطقة الكونكاكاف.
ويعلّق الإطار الفني للترجي بقيادة المدرب ماهر الكنزاري، آمالًا على استعادة النجاعة الهجومية التي غابت في المباراة الأولى، حيث اكتفى الفريق بستّ محاولات فقط، اثنتان منها نحو المرمى. ويرى المتابعون أن أحد أبرز مفاتيح اللعب في التشكيلة هو البرازيلي يان ساس، الذي يتمتع برقم لافت: لم يسبق له أن خسر في أي مباراة سجّل خلالها (26 فوزًا و6 تعادلات)، لكنه سيكون هذه المرّة في مواجهة حارس عالمي بحجم الفرنسي هوجو لوريس.
ولم يُخفِ الكنزاري، في تصريحات إعلامية عقب الهزيمة الأولى، أن حظوظ الفريق في التأهل تقلّصت، في إشارة إلى تواضع الطموحات قبل المشاركة. ويعوّل الترجي على تسجيل هدف مبكر يمنحه الأفضلية الذهنية، خاصة أن الأرقام تُظهر أنه فاز في آخر 9 مباريات افتتح خلالها باب التسجيل.
من جانبه، يدخل لوس أنجلوس أف سي اللقاء بوضعية مماثلة، إذ توقّفت سلسلة مبارياته من دون خسارة (10 مباريات: 5 انتصارات و5 تعادلات) أمام تشيلسي. وتمثّل مواجهة الترجي أول اختبار للفريق الأمريكي ضد منافس من القارة الإفريقية منذ تأسيسه سنة 2014، وهو ما قد يضعه أمام تحدٍّ جديد من حيث أسلوب اللعب والخصوصية البدنية والفنية.
وبين طموح التعويض من جهة، وهاجس الإقصاء المبكر من جهة أخرى، يبدو أن المواجهة المنتظرة بين الترجي ولوس أنجلوس أف سي ستكون محطّ أنظار عشاق كرة القدم التونسية والعربية، في انتظار معرفة ما إذا كان الترجي قادرًا على كتابة فصل مغاير في سجل مشاركاته المونديالية.