أثار إعلان مشاركة الفنان الجزائري الشاب مامي في مهرجان الحمامات الدولي موجة من الانتقادات في الأوساط النسوية والثقافية، بعد صدور بيان عن حملة "أنا زادة" اعتبر أن هذه الدعوة تمثل "تطبيعًا صريحًا مع العنف الجنسي وثقافة الإفلات من العقاب".
وأعرب البيان، الذي تم تداوله تحت عنوان "لا للتطبيع مع العنف ضد النساء: مهرجان الحمامات يساهم في ثقافة الاغتصاب"، عن رفض الحملة لاستضافة فنان مدان قضائيًا في فرنسا سنة 2009، بتهم تتعلق باحتجاز قسري، عنف جسدي، ومحاولة إجهاض قسري ضد امرأة دون رضاها.
ووفق نص البيان، فإنّ هذه المشاركة لا يمكن اعتبارها مجرد "حدث فني"، بل فعل سياسي يرسّخ ثقافة تبييض المعتدين، ويقصي في المقابل الناجيات ويفرض عليهن الصمت، في وقت تواجه فيه النساء في تونس والمنطقة العربية مختلف أشكال العنف الجندري اليومي، من التحرّش والاستغلال الاقتصادي إلى العنف السياسي والمؤسساتي.
وأكدت الحملة أن "استدعاء الشاب مامي لا يمرّ مرور الكرام"، داعية إلى سحب فوري للدعوة، واعتذار علني من إدارة المهرجان، والتزام واضح بعدم دعوة أي شخصية مدانة أو متورطة في قضايا عنف ذكوري مستقبلاً.
كما دعت "أنا زادة" إلى مقاطعة الحفل والمؤسسات الراعية له، مطالبة بإعادة التفكير في الدور السياسي للفن والثقافة، ورفض كل أشكال التواطؤ مع السلطة الأبوية.
واعتبرت الحملة أن إعطاء المنصات الثقافية لشخصيات سبق لها أن مارست عنفًا على النساء، "يساهم في إعادة تأهيل المعتدين في الفضاء العام"، بينما تبقى الضحايا في الظل، محرومات من الاعتراف والعدالة.