في ثالث سهرات مهرجان الحمامات الدولي، احتضن مسرح الهواء الطلق عرضًا استثنائيًا حمل توقيع الفنانة المغربية هند النعيرة وفرقتها، حيث تعالت أصوات القراقب، وانبعث لحن الكمبري تحت أنامل "معلمة" شابة، تقود طقسًا موسيقيًا نابضًا بالحيوية والانتماء.
قادمة من ضفاف الأطلسي، قدّمت الفرقة عرضًا كناويًا غارقًا في الموروث الإفريقي المغاربي، مزج بين الحكي والغناء والرقص، وبين الوجدان والاحتفال. وعلى الركح، تحوّلت الأمسية إلى حضرة موسيقية ساحرة، يتأملها الجمهور في صمت، ثم يصفق، قبل أن يذوب شيئًا فشيئًا في إيقاعها ليغدو جزءًا من الطقس ذاته.
من "سيدي ميمون" إلى "امبارا مسكين"، شقّت الذاكرة طريقها نحو الخيال، وارتفعت الأصوات كما لو أنها نداءات أرواح تعبر من زمن إلى آخر.
في ليلة صيفية دافئة، تحوّل عرض كناوة في الحمامات إلى تجربة حسية وروحية عميقة، كسرت جدار الصمت، وأيقظت شيئًا دفينًا في الوجدان.