من مسرح قرطاج انطلقت أحلام قبل ثمانية وعشرين عامًا، وها هي تعود في صيف 2025 لتختتم الدورة 59 للمهرجان الدولي في سهرة استثنائية بحجم هذا الموعد الفني العريق.
ابنة الخليج وصوته جاءت إلى تونس محمّلة بالحب والاعتراف بفضل الجمهور التونسي على مسيرتها، لتصنع ليلة من الحلم عنوانها الطرب والكلمة العربية الأصيلة.
في ندوة صحفية سبقت الحفل، أكدت أحلام أنّ “قرطاج مكانة خاصة في نفسها”، مشيرة إلى أنّ بدايتها العالمية انطلقت من ركحه وأنّ وفاءها للفن الطربي يظل خيارها الأول. ومع انطلاق الأمسية، خصّت أستاذها أنور عبد الله بتكريم مؤثر قبل أن تقودها فرقة المايسترو وليد فايد إلى رحلة موسيقية عبر الأغنية الخليجية.

بعد افتتاح موسيقي لأغنية أم كلثوم "ألف ليلة وليلة"، أطلت أحلام على جمهورها لتغني "ناويالك على نية"، قبل أن تعلن بتأثر: "وجودي هنا هو لقاء القلوب... غنيت هنا منذ 28 عامًا، واليوم أشعر وكأنها المرة الأولى".
على مدى ثلاث ساعات، أبدعت أحلام بين قديمها وجديدها: "مثير"، "بطلنا نحب"، "ما يصح إلا الصحيح"، "تدري ليش أزعل عليك"، و"رأس قمة"... كما أعادت للجمهور أغنية "عل المقياس"، التي غنتها أول مرة على ركح قرطاج سنة 1997 بنصيحة من الراحل نجيب الخطاب، لتصاحبها هذه المرة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية وسط الزغاريد والتفاعل الكبير.
المفاجأة حملت لمسة وفاء أخرى حين استجابت لطلب طفل صغير وغنت معه أغنية "ما أريد"، مؤكدة بذلك قربها من جمهورها.
.jpg)
أحلام، بصوتها القوي وكاريزماتها الطاغية، أثبتت أنّ الغناء على مسرح قرطاج مسؤولية كبرى، خاصة لفنانة خليجية هي الوحيدة التي وقفت عليه، لكنها كانت في مستوى التحدي.
بين جمالية الكلمة ورقة اللحن، صنعت سهرة ستظل محفورة في ذاكرة المهرجان، مؤكدة أنّ البداية من قرطاج لا يمكن إلا أن تقود إلى استمرارية ونجاح.
وهكذا أسدل الستار على الدورة 59 لمهرجان قرطاج الدولي في أجواء من الحب والوفاء والاحتفاء بالتميز، فيما تواصل أحلام إقامتها في تونس صحبة فريقها للترويج لها ثقافيا وسياحيا.
.jpg)