خرج اليوم الخميس 9 أكتوبر 2025، عدد من أهالي مدينة قابس ونشطاء بيئيين في وقفة احتجاجية أمام مقر المجمع الكيميائي التونسي بالعاصمة، للتنديد بما وصفوه بـ“الكارثة البيئية المتواصلة” في الجهة، نتيجة التلوث الناجم عن الأنشطة الصناعية للمجمع.
وطالب المحتجون بـرحيل المجمع الكيميائي وغلق المنشآت الملوِّثة التي تهدد صحة السكان، رافعين شعارات من بينها: “قابس حرّة والمجمع على برا”، “يا حكومة عار عار السرطان في كل دار”، “عدالة مناخية معركة شعبية”، و“يا قابس يا مظلومة من التلوث والحكومة”.
وأكد عدد من المشاركين أن أهالي قابس يعيشون منذ سنوات وسط أمراض خطيرة وانتشار السرطان وأزمات تنفسية بسبب الغازات والمواد السامة المنبعثة من الوحدات الصناعية، منتقدين تجاهل السلطات المركزية لمطالبهم المتكررة.
وقالت إحدى المشاركات المصابات بالسرطان جراء التلوث: “نحن لا نطلب سوى حقنا في الحياة والماء والهواء النقي”.
من جانبه، حذر أحد المحتجين من خطر انفجار محتمل في المجمع الكيميائي بسبب مادة الأمونيا، داعيًا إلى تدخل عاجل لتفادي كارثة بيئية.
وبالتوازي مع التحرك في العاصمة، نُظمت وقفة احتجاجية مماثلة في قابس رفعت خلالها الشعارات والمطالب ذاتها.
ويأتي هذا التحرك بعد حادثة اختناق عشرات التلاميذ بالغازات السامة في إحدى مدارس منطقة شط السلام قبل أسبوعين، حيث تم نقلهم إلى مستشفى الرابطة بالعاصمة لتلقي العلاج.
وكانت الحملة الناشطة في المجال البيئي، قد اعتبرت في بيان سابق لها، أن "قابس شهدت خلال شهر سبتمبر الماضي وضعًا بيئيًا غير مسبوق وتسربات غازية سامة، كان ضحيتها عشرات المواطنين، وسجلت أبرزها أيام 9 و10 و16 سبتمبر 2025 في غنوش، وآخرها يوم 27 سبتمبر 2025 وكان ضحيتها تلاميذ إعدادية شط سيدي عبد السلام، الذين خضع عدد منهم إلى المراقبة الطبية في المستشفى الجهوي بقابس ومستشفى الرابطة بالعاصمة".