سادت لدى العديد من متابعي المشهد الثقافي و خاصة المهرجانات الصيفية بأن العروض الاجنبية هي الوحيدة القادرة على إغراء الجمهور و إستدراجه للمسارح و لفضاءات المهرجانات إلا أن النجاح المنقطع النظير الذي شهدته العروض التونسية سواء في مهرجان قرطاج أو الحمامات و بورقنين و الجم و صفاقس و غيرها أطاح بهذه الفكرة و تجاوزها.
في سنة استثنائية بكل المقاييس عاث فيها الارهاب بالنفوس فضلا على تفاقم الازمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ عشية الانتفاضة بعد 14 جانفي شهدت المهرجانات الصيفية اقبالا جماهيريا كبيرا خاصة في العروض التونسية على غرار صابر الرباعي الذي احيي عديد الحفلات أمام مدارج تغص بالمشاهدين فضلا عن النجاح الذي لقيه عرض الفنان التونسي العالمي رياض الفهري ونور شيبة وغيرهم و في المقابل و بإستثناء عروض كل من ياني و ستروماي و مارسال خليفة لم يكن الاقبال الجماهبري على العروض الاجنبية أكثر من عادي.
إن هذا النجاح مدعاة للتروي في الحكم على الفنان التونسي و ذوق التونسيين قبل التفكير في صرف اعتمادات مالية ضخمة من أجل جلب بعض الفنانين الاجانب النكرات حتى في بلدانهم على حساب الاسهام في تطوير الموسيقي و الاغنية التونسية على حد السواء كما تستدعينا الموضوعية الاشارة الى النجاح الذي حققته مسرحية "ليلة على دليلة" للممثل المسرحي لمين النهدي الذي عبر عن تفاجئه بالحضور الجماهيري الكبير الذي لم يكن ينتظره.
حمزة حسناوي