كشف مجلس محافظة ديالي عن تصدر تونسيين قائمة انتحاريي تنظيم "الدولة الإسلامية" داخل المحافظة، وفيما اعتبر ذلك دليلا على وجود عمليات تجنيد واسعة ضمن بلدهم للانخراط في صفوف التنظيم والقدوم لتنفيذ العمليات، شدد على ضرورة تنسيق الحكومة العراقية مع حكومة تونس لمتابعة تجنيد الانتحاريين التونسيين.
وقدرت وزارة الداخلية التونسية عدد الجهاديين التونسيين الذين يقاتلون في سوريا والعراق نحو 2500 بينما يرتفع العدد بحسب تقارير دولية إلى ثلاثة آلاف مقاتل، 80 بالمائة منهم ينتسبون لـتنظيم الدولة.
وتفاعلت خلال الأشهر الماضية قضية المقاتلين التونسيين المجندين من قبل الجماعات السلفية الجهادية للقتال على الأرض السورية والعراقية، الأمر الذي أثار تساؤلات كبيرة حول معنى قدوم شباب تونس إلى المشرق، ليلقوا حتفهم في محرقة الموت.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالي صادق الحسيني في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المعلومات الأمنية المتوفرة لدينا تؤكد ان اغلب العمليات الانتحارية التي نفذت في مناطق متفرقة من ديالى خلال العام الجاري 2014 كانت من قبل انتحاريين عرب يحملون الجنسية التونسية منضوين تحت لواء تنظيم داعش".
وأضاف الحسيني أن "تصدر تونسيين قائمة انتحاريي تنظيم داعش في ديالى يعكس وجود عمليات تجنيد واسعة ضمن بلدهم من اجل الانخراط في صفوف التنظيم والقدوم لقتل الابرياء بعمليات بشعة راح ضحيتها العشرات من الاطفال والنساء وكبار السن".
وبين الحسيني أن "داعش اعترف من خلال احد مواقعه بأن ثمانية من عناصره يحملون الجنسية التونسية نفذوا عمليات انتحارية في ديالى العام الجاري"، داعيا الحكومة الاتحادية الى "فتح قنوات تنسيق مع حكومة تونس لمتابعة خلايا تجنيد الانتحاريين في بلادها التي باتت سلاحا يحصد أرواح العشرات من الابرياء بين فترة وأخرى".
وشهدت مناطق عدة من ديالى عمليات انتحارية دامية استهدفت مقرات امنية وتجمعات مدنية راح ضحيتها العشرات، خاصة في صفوف المدنيين اضافة الى الحاق خسائر مادية جسيمة بالممتلكات العامة والخاصة.
ويقول مراقبون ان هناك جهات عربية ومحلية تونسية تقف وراء تجنيد الجهاديين التونسيين المُغَرَرِ بهم للقتال الى جانب التنظيمات الجهادية، وفي مقدمة هذه الجهات، دولة خليجية تغذي طموحا منقطع النظير في الاضطلاع بأدوار تفوق حجمها الجغرافي والسياسي في المنطقة العربية والتي تشير مصادر متعددة إلى قيامها بتخصيص تمويلات بنحو 3 آلاف دولار عن كل شاب تونسي ينخرط في القتال إلى جانب قوات المتشددة في سوريا والذين انتقلوا بعد ذلك الى العراق وفق اوامر قياديي تنظيم "الدولة الاسلامية".
ومع قطر تتورط جهات أخرى تونسية، وهي حركة النهضة، وجمعيات تونسية تعمل تحت الغطاء الديني، وتتلقى مساعدات من دول خليجية، لم تجد حرجا من العيش على "تجارة الموت" من خلال تولي عمليات تجنيد هؤلاء "الجهاديين" الشبان والإشراف بالتنفيذ والمتابعة على عمليات نقلهم حتى إيصالهم إلى هدفهم النهائي، وهي بذلك ترتكب جريمة كبرى في حق هذا الوطن وأبنائه.
وتشير المعلومات إلى أن تكتم الترويكا في تونس عن الأمر قد يكون مرتبطا بتورط بعض القياديين في الحكومة التونسية في تمويل وتسهيل إرسال الشبان التونسيين للجهاد في مالي وسورية.
وفي التفاصيل يقوم "الوسيط" التونسي بعزل هؤلاء الشبان في معسكرات في المثلث الصحراوي بين ليبيا وتونس والجزائر، ثم يتمّ ترحيلهم لاحقاً إلى تركيا حيث توجد جمعيات أخرى لاستقبالهم وإدخالهم إلى الأراضي السورية بعد تدريبهم بطريقة سريعة.
ووفق مصادر لـصحيفة "السفير" اللبنانية، تقيم المجموعات الجهادية في ليبيا معاقل للتدريب في محافظة غدامس، التي لا تبعد إلا بـ 70 كم عن الحدود التونسية، ويتلقى فيها هؤلاء الشبان بعض التدريبات العسكرية ثم ينتقلون إلى محافظة الزاوية ليستكملوا تدريباتهم لمدة 20 يوما.
ووفقا للتحقيقات، فإن الجهاديين التونسيين يتوجهون إلى سورية عبر لبنان وتركيا ثم ينتقلون إلى ميناء البريقة للسفر إلى إسطنبول ومنها إلى الحدود السورية، حيث يُسلمون إلى و"جبهة النصرة" قبل ان يلتحقوا بتنظيم "الدولة الاسلامية".
ميدل ايست أون لاين