أثارت استضافة الاستاذ الجامعي والمؤرخ والمفكر محمد الطالبي في ما يتعلق بتحريم الخمر في القرآن ، في برامج ومنوعات تلفزية جدلا كبيرا وردود أفعال كثيرة أغلبها بينت تعاطفها مع الطالبي منددة بأشكال الحوار والنقاش والاستفزازات الاعلامية التونسية، معتبرة أن المستوى الاعلامي التونسي "عار" مقارنة بالحوار الذين جمع محمد الطالبي بكل من الشيخ أحمد الصباغ من علماء الازهر الشريف والمفتي الجعفري الشيخ أحمد الطالبي عن الطائفي الشيعي على أحد القنوات اللبنانية على الرغم من معارضتهم له، كما أنه لا يرقى الى مستوى مفكرا يعبر عن رأيه ولا يدعو في تفكيره الى من يتبعه.
وكانت "أرابسك" أول من تحصلت على بيان من جمعية المسلمين القرانيين بخصوص "الخمر ليس محرم في القران".
ويقول محمد الطالبي "أنا كشخص لا أعمل بالشريعية ولا أتقيد بها كفرد ولا ألتزم الا بكتاب الله, وكتاب الله أقرأه بعقلي و بفكري ، فلم أجد فيه قولا صريحا يقول لي يا محمد الطالبي الخمر حرام لو أراد الله أن يقول ذلك لقاله كما الاية التي تحرم الميتة"، حسب تعبيره.
وفي هذا الاطار اتصلت "أرابسك"، بالاستاذة الجامعية رجاء بن سلامة التي أكدت في مرحلة أولى على أن الدفاع عن حرية التعبير و المعتقد والضمير مضمونة في دستور 2014، مشددة على أنه من حق الدكتور محمد الطالبي أن يقول ما يريد انطلاقا من رؤيته الخاصة الى النص المقدس والشريعة الاسلامية.
وأكدت بن سلامة أنه من واجب الاعلام احترام الدكتور الطالبي وفرض احترامه على الجمهور المصغر الذين يأتون به للاستماع لمنوعاتهم.
وعبرت بن سلامة عن مساندتها للأستاذ الطالبي في نقده لمنظومة الشريعية الاسلامية وأسسه البشرية القائمة على السلطة، مضيفة أنه من حق كل من ينتمي الى الاسلام أن يبدي رأيه ويعطي فكره بقطع النظر عن الأجهزة الفقهية والتفسيرية طيلة 14 قرنا، مؤكدة موافقتها الى الدكتور الطالبي من خلال استعماله لألة التفكير التي عان منها هو نفسه بحياديه عن الاسلام وبرفضه لمواقف بورقيبة.
واعتبرت بن سلامة في تدوينة نشرتها على حسابها الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" ، أن محمد الطّالبيّ هو المنتصر "نجح في تحريك السواكن، وفي إحراج ذوي الأذهان الجامدة من الفقهاء وأهل الشّريعة، وله أتباع من الشّباب، وهناك من يفكّر جادّا في حججه ومنهجه.
و تابعت قائلة "ونجح لسبب آخر وهو أنّ ما يقوله يسير في اتّجاه التّاريخ، فأهل الحديث الذين أعطونا الوهّابيّة والإسلام السياسيّ ثمّ الإرهاب خسروا معركتهم الحضاريّة ووصلوا إلى أقصى مراتب الإفلاس".
و اضافت قولها ''نجح لسبب آخر في ما يخص الخمرة، وهو أن نسبة كبيرة من الشعب التونسي يحب البيرة و الخمرة ويحتفي بها، والدليل على ذلك تضاعف إنتاج هذه المواد الروحية وتضاعف إنتاجها في بلاد "الماغون" منذ الثورة''.
و قالت "أما ما يعيبه البعض من حضور المثقفين والعلماء في الحصص الترفيهية، فرأيي هو التّالي : تريدون من المثقفين أن يبقوا في أبراجهم العاجيّة أم تريدون العكس؟ وفي عصر غلبة السّمعيّ البصريّ على المقروء، أليس من حقّ هؤلاء أن يسمعوا كلمتهم، إن كان لهم ما يقولون،وأن يفرضوا وجودهم واحترامهم بأيّ شكل من الأشكال؟ نترك الفضائيات كما في السابق للقرضاوي ولفقهاء الموت والنكاح؟"
وجدير بالذكر أن مفتي الجمهورية قال يوم أمس في بيان له " أن من خصائص الفكر العلمي عند المسلمين رحابته واتساعه للرأي وضده سواء في علم الكلام أو في الفلسفة أو في الفقه وغير ذلك ، وقد بلغ الاختلاف في مراحل تاريخية أشده حتى طال البحث في الذات الإلهية . ورغم ذلك فإنه لمتضق صدور العلماء يوما بمخالفيهم ، وعلى قولة الإمام الشافعي رحمه الله : رأيي صواب يحتمل خطأ ورأي غيري خطأ يحتمل صوابا .
فالواجب بالدين أولا احترام الرأي بالغا ما بلغ وعدم اتخاذ التفسيق أو التكفير ذريعة الى إلجام الأفواه أو تهديد الناس في ذواتهم أو الاعتداء عليهم . ونحن باعتبار انتسابنا الى مؤسسة الإفتاء ، نؤكد أننا لسناجهة مصادرة لرأي مخالفينا ، ولا يحق لنا ذلك ، وإن كنا موقنين جازمين بأن تحريم الخمر وكل أنواع المسكرات والمخدرات أمر لا منازعة فيه ولا يرتاده الشك والارتياب بأدلة متعاضدة من الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة قديما وحديثا ."
هذا وطالب نائب رئيس حركة النهضة ونائب مجلس نواب الشعب عبد الفتاح مورو في تصريحات اعلامية وزارة الثقافة بحماية المفكر محمد الطالبي من أن يكون أضحوكة في المنتديات العامة.
وقال مورو في تصريح اذاعي اليوم الاثنين إنه لا يوافق الطالبي رأيه بخصوص تصريحاته حول عدم تحريم القرآن للخمر ولكن سنه وماضيه يفترضان حمايته من أن يكون ألعوبة، معتبرا أن مثل تلك القضايا لا تناقش في بلاتوهات التلفزة واعتمادها كتسلية للمشاهدين بل إنها يجب أن تطرح ضمن أطر أخرى تحترم الرصيد الفكري للطالبي من خلال نقاشات مع أشخاص تتقارب معه في المستوى الفكري.
احمد الطاهري