ثقافة و فن

يوسف الصديق: لا وجود لكلمة "الحد" في القران و"الحدود" هي الحرام

في إطار الدورة الثانية لصالون سوسة الدولي الكتاب، اِنتظم لقاء ممتع مع المفكّر التونسي يوسف الصديق، والذي جاء مباشرة من المطار حال عودته من فرنسا ليكون واحدا من ضيوف الصالون الذين يستقطبون أعدادا كبيرة من المريدين، وتمحور اللقاء حول آخر ما أصدر الصدّيق من كتب عن داري محمد علي والتنوير.
الجلسة الخاصة بالصدّيق وعلى غرار الدورة الأولى شهدت إقبالا كبيرا من محبّيه كما معارضيه، وشهدت أيضا نقاشا ثريّا، وتعاليق وردود، وكان الصديق على عادته وفيّا لأفكاره ومواقفه وتصوّراته ورؤاها فيما يتعلّق بأمور الدنيا والدين مشيرا أنّه كلما ازداد المرء علما ازداد علما بجهله، وتحدث في سياق تسلسل أفكاره التي لا تنضب عن ابن حنبل والحلاّج وديكارت مشيرا إلى التوحد واِرتقاء أعلى درجات الإيمان، كما تحدث الصدّيق عن إصرار بعض رجال الدين في نكرانهم لقدرة المفكرين على تفسير الدين وتفسير القرآن بما، مبيّنا أنّ لكلّ سبيله إلى الله الذي قدّ أنفاس الخليقة، وأضاف أنّ الإسلام يتقدّم رغم ما يأتيه بعض من يدّعون الانتساب غليه (الدواعش مثلا).
وقال الصدّيق في سياق حديثه عن بعض ما أثير في الفترة الأخيرة أنه لا وجود لكلمة "الحدّ" في القرآن، فالحدّ هو مفهوم التجنّب فيما الحدود هي الحرام أي عدم الذهاب إلى مكان لتوقّع خطر فيه.
وأشار إلى عديد الأمور الأخرى مثل سقوط التكليف ويستشهد بـالآية الكريمة "وما كان الله معذبهم وأنت فيهم" والآية "ما كنا نعذبهم و هم يستغفرون"، وتحدث عن الحكم وكيف أنّ الله أعطاه لذي القرنين ولم يكن نبيّا، "قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب..." الآية من سورة الكهف.
وأقرّ الصدّيق أنّ العلاقة مع الله لا محدودة، وقال "أحترم أبي عندما يصلي وأتجمد خجلا أمامه لأني لا أصلي وأمام كل مصلي.

صالح السويسي