آية من آيات النفاق .. يتبادلون الابتسامات .. ماعون صنعة .. تهيئة للمستقبل الموعود.. كلاهما يتلقى التعليمات والمال من الشيخة موزة "قطر"..أدابياتهم تقوم على التقة.. الانتهازية... النفاق .. الربح المادي .. البلد رهينة .. عجائب التاريخ.. يحيا الحزب الدستوري في الذكرى 77 لأحداث 8 أفريل 1938 التي قادها دستوريون و لن نوافق و لن ننافق و لن نغادر البلاد، هكذا كانت أشرس الانتقادات للصورة التي تداولتها شبكات التواصل الاجتماعي بخصوص اللقاء والسلام الحار والابتسامات العريضة التي جمعت بين رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي ومستشار رئيس الجمهورية والقيادي في حزب نداء تونس محسن مرزوق، شخصان عرفا في الساحة السياسية بانتقادهم اللاذعة لبعضهم البعض وايضا عرف بالكره المتبادل بينهما.
وقد أثارت هذه الصورة انتقادات لاذعة من قبل مستخدمي التواصل الاجتماعي الذي اعتبروها مصافحة تبين عكس ما عرفه الشعب التونسي عن العلاقات المتشنجة بين قيادات حركة النهضة وقيادات حزب نداء تونس
وعلى الرغم من الكره والحقد الذي تعود على رؤيته الشعب التونسي في تصريحات محسن مرزوق الا أن أغلب التونسيين تفاجؤا بمصافحته الشيخ راشد بابتسامة عريضة وحرارة ...
وقد يدخل هذا السلام الحار والابتسامات العريضة في اطار تعزيز اللحمة السياسية بين الطرفين استعدادا لخدمة مصالحهم في الفترة القادمة وهي الانتخابات البلدية وكما تعود التونسيون وهو تقسيم ما عرف "بالكعكة" بين الحركتين (النهضة و النداء) واستبعاد باقي الأحزاب والاطراف من الساحة السياسية لتبقى الساحة شاغرة أمام الطرفين..
والمعلوم أن جميع الساسة والنخب يخوضون الصراعات الإيديولوجية باسم الحفاظ أو الدفاع عن مصلحة الشعب التي تكاد تكون معدومة من هذه الصراعات ولا تعنيه كثيرا، وبالتالي فإن الأفكار والمبادئ التي توضع في الدستور لا تعد في ذاتها ضمانا لأية حق من الحقوق وإنما الضامن هي يقظة الشعب نفسه. ومثل ما يقول بنجامين فرنكلين " الدستور يعطي فقط الشعب الحق في ملاحقة السعادة. وما عليك إلا أن تلحق بها بنفسك".