تواصل الوحدات الأمنية والعسكرية هذه الأيام تمشيط جبال ولاية الكاف وقصفها أحيانا في إطار تعقب عناصر ما يعرف بخلية ورغة الإرهابية الموالية لكتيبة عقبة بن نافع، هذه الخلية تتحصن بجبال ورغة من معتمدية ساقية سيدي يوسف بولاية الكاف منذ أكثر من سنتين وتضم في صفوفها بين 10 و12 فردا التحق بهم أخيرا (منذ اقل من شهر) خمسة أفراد اغلبهم من التلاميذ تمكنت الوحدات الأمنية من القبض عليهم بعد ان كشفت عن مخططهم المتمثل في استهداف دوريات وقيادات أمنية وعسكرية بالجهة.
وأشارت صحيفة الصباح في عددها الصادر اليوم الاربعاء 15 جويلية، الى أن أعمار هذا الخماسي لا تتعدى 18 سنة من بينهم تلميذ تحصل على شهادة الباكلوريا في دورة 2015 وشاب يدعى حمزة شهر "GUALA" قام خلال الأسبوع الماضي بنشر صورة له على صفحته الخاصة على "الفايسبوك" وهو يحمل سلاحا حربيا من نوع كالاشنكوف التقطها وهو في جبال ورغة.
وأضاف ذات المصدر أن من ابرز مؤسسي هذه الخلية الإرهابي مكرم المولهي وهو شاب أصيل معتمدية تاجروين القي عليه القبض يوم السبت 19 جويلية الماضي وهو الذي مكن جمعية خيرية قدمت إلى منطقة ريفية تسمى"العقلة" تقع باحواز معتمدية تاجروين لتوزيع مساعدات خيرية بعد الثورة من أسلحة حربية كان أخفاها في غابة قرن الحلفاية بإيصالها إلى تونس العاصمة وتسليمها لمجموعة إرهابية من بين عناصرها كمال القضقاضي لتستخدم لاحقا في المواجهة مع القوات الأمنية في ما عرف بعملية رواد التي قتل فيها سبعة إرهابيين.
وأوضحت الصحيفة أن خلية ورغة التي تنشط في جبال الكاف تضم أيضا عناصر إرهابية خطيرة معروفة لدى القوات الأمنية من بينهم صلاح القاسمي وطارق السليمي ومحمد الصحراوي وسلمان رزيق وكريم الشعشوعي، وقد تدربت هذه العناصر على صنع العبوات الناسفة غير التقليدية واستعمال السلاح على أيدي إرهابيين جزائريين.
هذه العناصر التي مازالت محل تعقب من قبل قوات الجيش والحرس الوطنيين على تواصل مع عناصر إرهابية أخرى متمركزة بجبال خمير والشعانبي وبعض الخلايا النائمة، كما كانت على اتصال بعناصر جزائرية كالإرهابي الخطير خالد الشايب الملقب بابي لقمان ابو صخر - وأنيس العاتي عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي.
تعتبر هذه الخلية وفق مصادر أمنية مطلعة امتدادا لكتيبة عقبة بن نافع، وقد وجدت أرضية ملائمة للتنقل وسط سلسلة من الجبال ككسار القلال وورغة وللة عائشة والصدين عرفت بكثرة أحراشها وكثافة أشجارها ومساحتها الواسعة الممتدة من جبل الشعانبي بالقصرين إلى جبال خمير بجندوبة مما صعب عملية تمشيطها من طرف قوات الحرس والجيش الوطنيين.
وبين ذات المصدر أن هذه الخلية الإرهابية الخطيرة توفرت لها أيام حكم "الترويكا" حاضنة اجتماعية كانت تمدها بالمؤونة والمعلومات والأدوية خاصة بعد إنهاء مهام عدد كبير من حراس الغابات في عهد محمد بن سالم وزير الفلاحة الأسبق في زمن "الترويكا" وتعويضهم بحراس جدد جلهم لهم ميولات سياسية والبعض منهن من المنتمين إلى التيارات المتشددة مما جعل هذه الغابات تعرف تحركات مريبة لعدد من الدراجات النارية في أوقات معينة خاصة في الصباح الباكر لعدد من الملتحين، كما ان هذه الخلية كانت تصلها الأموال من بعض المتشددين من الجزائر والأسلحة والذخيرة والهواتف الذكية والحواسيب والمناظير المتطورة من ليبيا أين يتدرب عدد كبير من التونسيين والجزائريين بقيادة إرهابيين تونسيين وجزائريين.
كان مخطط هذه الخلية الإرهابية في البداية استهداف المقرات الأمنية والعسكرية داخل العاصمة ومدن أخرى، إلا أن تضييق الخناق عليها من طرف القوات الأمنية والعسكرية وإلقاء القبض على عدد كبير من المتعاونين معها جعل عملياتها الإرهابية تقتصر على استهداف أعوان الجيش والحرس الوطنيين عن طريق الكمائن وزرع العبوات الناسفة غير التقليدية والتي ذهب ضحيتها عدد من العسكريين والأمنيين.
ورغم عمليات التمشيط المتواصلة والكمائن التي نصبت لها من طرف الوحدات الخاصة للحرس الوطني والقصف المدفعي أحيانا وبالطائرات الحربية أحيانا أخرى والإعلان على ان جبال ورغة منطقة عسكرية مغلقة، إلا ان خلية ورغة الإرهابية مازالت تنشط في جبال الكاف وتستقطب الشباب وتتربص بالأمنيين والعسكريين.
وقد ساعدها في ذلك تحصنها بجبال ورغة ذات التضاريس الصعبة وكثافة أشجارها مما يجعل مراقبة مسالكها امرأ صعبا نظرا لعدم امتداد مجال البصر بها نتيجة كثرة الحواجز الطبيعية من مرتفعات وأشجار، وهذه الخصوصية الطبيعية هي التي جعلت حسم المعركة معها مؤجلا إلى يوم... قريب..