عرضت مسرحية ثروة للمخرج حاتم حشيش امس بفضاء المنديال بالعاصمة في اطار ايام قرطاج المسرحية و التي هي من تمثيل حمادي الملولي ونجم الدين بلغيث والياس اسماعيل وفضيلة بن عكاشة وجميلة خنفير و من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس بديكور بسيط و سينوغرافيا ابسط و باستعمال فضاء الزاوية الأنسب للبوح بالإسرار والغوص في باطن الشخصية وتحليلها.
تروي المسرحية حكاية ثروة هي مراة تعيش مع ابتتها دنيا تقوم بكراء منزلها لمجموعة من الشباب وبتقدم الأحداث يكتشف الجمهور أن وراء كل شخصية حكاية وتتضح قصصهم بعد موت ثروة المفاجئ و الغامض حيث تتضارب الاتهامات بين كل متساكني المنزل بما فيهم ابتها دنيا و وراء كل اتهام تتضح قصة الشخصية اولا الصحبي "حمادي الملولي" المعلم السجين السياسي عاشق ثروة وجد نفسه بعد سنين من البطالة والسجن يتمتع بالعفو التشريعي العام ولكنه يجد صعوبة في الاندماج من جديد يعشق ثروة فيقتلها
ثم مفيد "نجم الدين بلغيث" فهو يتيم الأبوين، عاشق للكنوز مهنته التنقيب عن الآثار والمتاجرة فيها يقتل ثروة لأنه اكتشف أنه ينقب عن الكنوز في الزاوية ويريد التفرد بالربح، مفيد يستجمع قواه ويقتلها فللكنوز والمال السطوة أمام كل المشاعر الإنسانية.
أما شهد "إلياس اسماعيل" فيكتشف الجمهور انه ابن المعلم حسين الذي عذبه في صغره وكان الطفل يحمل وزر أخطاء أصدقائه يحب دنيا ابنة ثروة ويحلم ان يتزوجها وفي تقدم الأحداث يكتشف أن دنيا أخته فهي ابنة المعلم حسين أيضا لان ابوها لا ينجب اطفال ويقتل هو الآخر ثروة أمه التي أنسته وجيعة أيامه باحتضانها له منذ ان سكن ببيتها.
و تطرح المسرحية خلال تصاد هذه الاحداث و تواترها في نسق سريع و مشوق الي العديد من المواضيع اهمها مواضيع اجتماعية منها الخيانة الزوجية إلى المتاجرة بالآثار فوضعية السجين السياسي في المجتمع والعلاقات الأسرية الهشة و التعليم، مواضيع اجتماعية.
مروة جدعوني