قال الباحث والمفكر هشام جعيط أن ما تقوم به الحركات والتنظيمات الإسلامية المتشددة في الدول العربية من قتال ومحاربة للأنظمة لا طائل منه وأنه اذا كانت ذريعة القائمين عليها هو التحرر من الهيمنة الغربية وتحديدا الأمريكية فان "الإرهاب" ليس هو السبيل.
وقال جعيط في مقابلة مع مجلة الجديد ان "الحركات الإسلامية حركات حربية... وما تقوم به لا يأتي بنتيجة فقد حصل العداء مع الغرب المهيمن أو الذي مازال مهيمنا بالخصوص الأمريكي ووقعت اجتياحات في العراق وبقي العالم العربي تحت الهيمنة الغربية."
وأضاف "وبالتالي هؤلاء يريدون التحرر من الغرب عن طريق الإرهاب لكن هذا الإرهاب لا يأتي بنتيجة ما دمنا لم نحقق النهضة التي وقعت في اليابان أو الصين وما دمنا لا نملك عقلانية تطورية تخص الإنتاج الصناعي وغير ذلك."
وعن التجربة التونسية قال جعيط "في تونس وقع نجاح نسبي لمفهوم الديمقراطية لكن في اخر المطاف الديمقراطية شيء مستجلب من العالم الغربي."
ويرى جعيط أن المواجهة القائمة حاليا بين الدول العربية والحركات المتشددة وأفكارها المتطرفة تحول دون القراءة الجيدة للأحداث إذ يقول "لا ننسى أن العالم العربي والإسلامي في أزمة وأن العرب والمسلمين مهتمون أولا بالحاضر لأن الحاضر أساسي للمحافظة على وجودهم."
وأضاف "احتدام المشاكل السياسية والأزمات المتعددة وبالخصوص منذ الربيع العربي لا يساعد على خلق مسافة تسمح بقراءة للحدث التاريخي أو حتى دراسة الفكر العالمي .. الاهتمام منصب على الحاضر وعلى المعيش."
و يذكر ان المؤسسة العربية للدراسات والنشر اختارت - هشام جعيط "شخصية العام الثقافية" لعام 2015.
هشام جعيط حائز على عدة جوائز من بينها الجائزة الوطنية التونسية للعلوم الإنسانية في 1989 وجائزة سلطان بن عويس الثقافية في 2007. ومن أبرز مؤلفاته ثلاثية (الشخصية العربية الإسلامية والمصير العربي) في 1974 و(أوروبا والإسلام: صدام الثقافة والحضارة) في 1978 و(الفتنية: جدلية الدين والسياسة في الإسلام المبكر) في 1989 و(أزمة الثقافة الإسلامية) في 2001.