وطنية

الحبيب الصيد : هذا ما اعيبه على رئيس الجمهورية

 افاد رئيس الحكومة الحبيب الصيد أن المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حول حكومة وحدة وطنية قد كسرت التناغم الذي كان موجودا بين المؤسستين.

قال الصيد في حوار مع صحيفتي لابراس و الصحافة انه كان يوجد دوما بيننا تشاور في أغلب القضايا ولكن مع الأسف جاءت هذه القضية الهامّة والتّي لها علاقة مباشرة بي ولم يقع إطْلاعي على الأمر وعلمت بذلك من مصادري الخاصّة وهذا ما أعيبه على رئيس الجمهورية الذي يعلم تماماً أني غير راغب في الإستمرار الى نهاية المدّة النيابية وأنّ نهاية السّنة وفي أقصى التقديرات مع الانتخابات البلدية  ستأتي بمشهد سياسيّ جديد على مستوى الخارطة الحزبية والسياسية وتستوجب احداث التّغييرات الضرورية على الحكومة ، والطريقة التي أعلن بها رئيس الجمهورية عن المبادرة كسرت التناغم الذي كان موجودا بيننا حتّى تلك اللحظة وهو أمر رفضته وأعلمت الرئيس بذلك ".
و تابع الصيد قائلا " الشيء الثاني الذي لم أقبله هو توقيت الإعلان عن هذه المبادرة فهي جاءت في توقيت حسّاس من الناحية الأمنية و الاجتماعية و في ظروف بدأت فيها بعض مؤشّرات إحراز تقدٌم في تجاوز الأزمة الاقتصادية والتقدّم في بعض المشاريع الكبرى ، كلّ هذا جعل من توقيت الاعلان عنها غير مناسب بالمرّة وهذا لم أتقبله أيضاً وأعلمت رئيس الجمهورية بذلك . وبالطّبْعِ أحسّ ببعض المرارة جرّاء هذا الذي جرى لأني و اتعاظا بالتّاريخ القريب و احتراما للمواطن التونسي كنت ارى أن التناغم بين رأسي السّلطةً التنفيذية ضروري وشرط أساسيّ لخدمة تونس والمواطن التونسي حتّى نتجنّب سيناريوهات تعطّلت فيها لغة الحوار بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وأكثر من هذا رئيس الجمهورية يعلم أيضاً أنّي كنت مستعدّا أن اتحمّل عنه تبعات بعض المواقف والسّياسات  ، وبقَدْرِ التزامي هذا مع رئيس الجمهورية كانت خيبة أملي كبيرة في الطريقة التي أعلن بها عن المبادرة وعن توقيت إعلانها.
و اضاف الصيد قوله "في علاقة بطبيعة النظام السّياسي ، سأجيبك بكلّ بساطة انطلاقا من مثل شعبيّ تونسيّ صميم " الامر شلبة و البو قاروص"، والمقصود أنّ نظامنا السياسيّ هجين ويحتاج إلى مراجعات حقيقيّة ، لكن في المقابل مادام دستورنا الذي خطّه نوّاب الشعب كذلك يجب أن نطبّقه بحذافيره فقناعاتنا الشخصيّة شيء و الدّستور والقوانين شيء آخر".