عقدت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية صبيحة الأربعاء 9 نوفمبر بالعاصمة ندوة صحفية لتسليط الأضواء على أهم فقرات دورتها الثامنة عشر التي تنطلق في الثامن عشر من الشهر الجاري وتتواصل إلى غاية يوم 26 منه.
انطلقت الندوة الصحفية التي واكبها ممثلو وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية بالوقوف دقيقة صمت ترحّما على روح فقيدي المسرح التونسي المنصف السويسي وسعيدة السراي اللذان وافتهما المنية يوم الأحد الماضي.
وأعلن مدير أيام قرطاج المسرحية السيد لسعد الجموسي أن الدورة الحالية ستكون مهداة الى روح المنصف السويسي مؤسس هذه التظاهرة المرجعية سنة 1983 وكذلك بصفته مديرا مؤسسا للمسرح الوطني ومخرجا لمعظم أعمال عزالدين المدني وأعمال أخرى كثيرة أمضاها في تونس وفي المغرب العربي وفي الشرق،
وأضاف الجموسي:" كنا نتمنى تكريمه يوم الإفتتاح بما يليق بمسيرته لكن الموت فاجأنا ..".
وأضاف متحدثا عن عرض الافتتاح أنه أخذ عهدا على نفسه مع الراحل عز الدين قنون قبل انطلاق تنظيم الدورة الفارطة بإنتاج عمل مسرحي تكون جنسيته عربية افريقية وفعلا شرع الراحل في كتابة النص والهيكلة لكن الموت كان أسرع من تنفيذ هذا المشروع الإبداعي، إلا أن ابنته سيرين قنون حاملة مشعل الحمراء وتلامذته وثلة من الذين اقتنعوا بالمشروع عزموا على إنتاج العمل الذي يحمل عنوان "الشقف" (رادو) ليفتتح العروض المسرحية في سهرة 18 نوفمبر بقاعة الريو يسبقه حفل استقبال يصممه ويخرجه حمادي الوهايبي مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان الذي يؤمن كذلك حفل الإختتام.
يشار الى أن الدورة تشمل 62 عملا مسرحيا و96 عرضا منها 31 عرضا في البرمجة المركزية أي ما يعادل ثلاثة عروض يوميا، كما تسجل هذه الدورة 18 مشاركة تونسية.
تحتفي الدورة الثامنة عشر للمهرجان بمسرح شكسبير حيث يتم تقديم مجموعة من الأعمال التي اشتغلت على نصوصه كما تنتظم ندوة دولية تحمل عنوان "شكسبير بلا حدود" حيث اقترحت اكاديمية شكسبير مجموعة من الأعمال التي تجمع بين فرق طلابية تونسية وبلجيكية ومصرية وألمانية ليشتغلوا مع مسرحيين يشاركون في هذه الدورة بمسرحيات شكسبير مما يسمح لهم بمزيد التعرف على نصوصه والتقنيات التي يتطلبها مسرحه.
وفيما يتعلق بمشاركة الأيام المسرحية في تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية، قال الأستاذ الجموسي أنه علاوة على العروض المسرحية التي ستبرمج ضمن مهرجان المسرح العربي في دورته الأولى تنتظم ندوة دولية بعنوان "عناصر التجديد في المسرح العربي تحديات الراهن ورهانات المستقبل" بالاضافة الى مجموعة من اللقاءات والورشات.
كما تم التطرق الى تفاصيل الشراكة بين إدارة المهرجان ووزارتي التعليم العالي والتربية التي انتفع بها خلال الدورة الفارطة حوالي 74ألف تلميذ وما يناهز 31 ألف طالب وعشرات الافواج من الجمهور واكبوا 21 عرضا جهويا وأضاف أن الدورة الحالية عملت على توسيع دائرة التعاقد مع المؤسسات من خلال اتفاقية مع وزارة العدل تتجاوز تقديم العروض المسرحية بالمؤسسات السجنية إلى تنظيم ورشات تهتم بالمسرح تتوجه إلى شباب الإصلاحيات وكذلك لمراكز ذوي الاحتياجات الخصوصية.
وفي سياق آخر، أوضح السيد لسعد الجموسي أن أيام قرطاج المسرحية مؤسسة عريقة من أشد المؤسسات إنارة وأكثرها استقبالا للأعمال المسرحية تأسست على أساس المنافسة بين المسرح الافريقي والعربي والتعريف بهما ومساعدتهما على الانتشار موضحا أن هذا المشروع التونسي العريق يحمل فلسفة كاملة لذلك فان انتشاره وتوسعه لم يكن من قبيل الصدفة.
كما افاد ان مهرجان قرطاج المسرحي بقدر ما هو منفتح على العالم الافريقي والعربي فهو منفتح كذلك على بقية العالم وقد حرصت إدارة المهرجان على انتقاء الافضل من حيث تطبيق مبادئ الجودة والامتياز والأفضلية والانتقاء مع مراعاة الامكانيات المادية للمهرجان.
وشدد على ان إدارة أيام قرطاج المسرحية تعمل على تنفيذ استراتيجية متوسطة وطويلة المدى من أجل تحقيق الانتشار المسرحي في كل ربوع العالم.
وتمت برمجة عروض "شو كيز" وهي عبارة عن تقديم مقتطفات من الأعمال المسرحية إما غير مكتملة أو التي فاتها أجل المشاركة لتقديم مقتطفات مدتها 20 دقيقة ولكل مسرحي حرية الاختيار بين البث حي للعرض أو استعمال الشاشة او الشاشة والمخاطبة المباشرة لإقناع المبرمجين بترويج أعمالهم.
ومن المنتظر أن يشمل هذا البرنامج سبعة أعمال مسرحية وخمسة عروض للمسرح رقص سيتم عرضها أمام المبرمجين خلال اللقاءات السريعة.
وفيما يتعلق بميزانية المهرجان صرح أنها في حدود مليار ونصف مع الاشارة الى أن وزارة الشؤون الثقافية قدمت دعما في حدود 200 ألف دينار لأيام قرطاج المسرحية في كل معتمدية.
ودعا مدير المهرجان في انطلاق الندوة الصحفية الى مأسسة إدارة المهرجان لحماية المؤسسات.