قال رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي أن قصر قرطاج لم يشهد حراكا ثقافيا وفكريا في تاريخه كما شهده في عهد الترويكا و دعا المرزوقي الباجي قائد السبسي إلى قراءة رواية عبد الرحمان منيف "شرق المتوسط" حتى لا يسقط في انحرافات السلطة وحتى لا ينجر وراء مسألة التوريث حسب تعبيره.
و تطرق في لقاء بمناسبة صدور كتابه الجديد "شعراء بلا حدود" إلى علاقة المثقف بالسياسي قائلا "لقد عشت كل المتناقضات الفكرية عندما وصلت الى الرئاسة"، مصرحا بأن عددا من المسرحيين رفضوا دعوته للعشاء في قصر قرطاج لأنه كان في نظرهم "عميلا للإخوان المسلمين"، على حد توصيفه.
وعرج المرزوقي على مسألة الحاكم القوي، مشيرا إلى ان الرجل العنيف في السلطة هو الرجل الضعيف الذي لا يقدر ان ينشر المساواة بالعدل ، فيلتجئ الى الاستبداد لتغطية عوراته، كما كان الشأن لدى الرئيس الاسبق زين العابدين بن علي، على حد تعبيره
و عن فترة حكمه، أوضح بأنه قام بدعوة عدد من القيادات الأمنية والعسكرية في تلك الفترة، وأعلمهم بأنه لا مجال للتعذيب في تونس، مشيرا إلى أنه يريد دولة على نهج مانديلا يكون فيها العمل السياسي "دلالة على نبل العلاقات الانسانية، و ليس صراعا محموما بلا أخلاق".
وتحدث الرئيس السابق عن مسألة استقلالية الفضاء الثقافي عن التأثير السياسي، مستدلا بتجارب الفلاسفة التنويريين كفولتار وايميل زولا وجون بول سارتر، وأكد في هذا الخصوص، أن مسيرته العلمية أثرت في تجربته السياسية، وفي مسيرته الحقوقية التي يتجاوز عمرها الأربعين سنة.
يشار الى أن كتاب "شعراء بلا حدود" يتناول سير عدد من الشعراء في المدونة العربية والعالمية على غرار ابن عربي والمتنبي وابو نواس وسانغور وإيليا ابو ماضي.
جدير بالذكر أن الرئيس السابق محمد المنصف المرزوقي أفاد في تصريح مقتضب لوكالة تونس افريقيا للانباء أنه قلق على الوضع السياسي الحالي الذي سيفرده بندوة صحفية في غضون الأسبوع القادم.
وات