"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، لا يسعنا أن نستهل مقالنا هذا دون أن نقحم فيه هذا البيت الشعري لأمير الشعراء أحمد شوقي.
وسنستطيع من خلاله أن نلخص ما حصل في البرنامج الحواري الذي بثته القناة الوطنية الأولى مساء أمس الأربعاء، من تطاول وهرج ومرج وخطاب حاد اللهجة وفيه إهانة واتهام واضح للصحفي الطيب بوزيد صادر عن رئيس المكتب السياسية لحركة النهضة عامر العريض، كان كسم زعاف لا يرقى لأن يكون صادرا عن شخص في منصبه ومستواه.
فليس بالغريب على عامر العريض أن ينسج على منوال رفاق دربه ممن أرادوا خصخصة الإعلام وتركيعه ليكون بوقا لهم يلمع صورتهم وينفخ فيها، وأن يكمل المسيرة التي بدأها شقيقه علي ورفيقه اللوز وغيرهم، ويتفنن في سياسة التحريض عليه وتعبئة أنصار حركته ضده، وأن يظهر نفسه بطريقة خبيثة على أنه حمل وديع بريء، لم يقم سوى بالدفاع عن نفسه ضد كل من هاجموه وأرادوا النيل منه.
ولن يستغرب أي شخص الحملة التي تقودها الصفحات النهضوية على موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك، ضد التلفزة الوطنية وضد الإعلامي الطيب بوزيد، أو الاحتفالات بالنصر الوهمي الذي حققه عامر العريض أمام عدوهم اللدود الذي يعري زلاتهم ويلاحقهم خطوة بخطوة ذلك الذي أطلقوا عليه "إعلام العار".
كما لن يتعجب أي شخص إن تلقى الطيب بوزيد رسائل من هؤلاء الموالين توجه له فيها أقذر الشتائم وأشنعها، حتى أنه قد ينضم إلى قائمة الإعلاميين المهددين بالقتل لإشباع غرور العريض وجنون عظمته اللذان تمكنا منه وخيلا له أنه نسر قد تربع على قمة جبل، وأن كل من حوله من إعلاميين مجرد فرائس يحق لهم البطش بهم وإهانتهم مثلما يحلو له.
كلا وألف كلا يا "سي" عامر، أفق من أوهامك ولا تظنن أن التلفزة الوطنية أو غيرها من وسائل الإعلام ملك لك ولحركتك، فلكل وسيلة إعلامية خطها التحريري، والصحفي قد برر لك دعوى تمرير تقرير مصور يظهر أعضاء جبهة الإنقاذ والتي كانت لبيان موقفهم لك، ولكي تعرض سيادتك من خلال حضورك في الأستوديو وجهة نظرك وموقف حزبك، لكنك تناسيت كل هذا وتعمدت إهانة الصحفي والتشكيك في عمله وفي نواياه التي لا علم لأحد بها سوى من خلقه وخلقك.
عذرا يا "سي" عامر إن كنا قد توجهنا لك بلهجة حاولنا أن نتجنب فيها الإساءة لك، ولشخصك "الموقر" لكننا حاولنا بقدر استطاعتنا أن ننسج على منوالك ونقتبس من خطاباتك وخطابات رفاقك ما يعيننا على أن نخاطبك بما تفهم، ونتمنى منك أن تقرأ ما كتبنا ثم تنظر بعد ذلك إلى وجهك في المرآة.
حلمي بوزويتة