وطنية

سمير الوافي : سيدي الرئيس انك ترعبنا بصوتك وعربيتك الخشبية بلا روح و لا لون

 علق الاعلامي سمير الوافي من خلال تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاحتماعي على خطاب رئيس الجمهورية ليلة أمس.

وكتب الوافي "سيدي الرئيس تحمّل مني هذا الرأي المتواضع الذي يشاطرني فيه كثيرون...أو امضي في طريقك واعتبرني أهذي و تبّا لي كما تقول mbc 2...!!!
إن طريقتك في مخاطبة شعبك مفزعة...ومنفرة...وباردة...بلا روح...مثل نص ترجمه غوغل تراديكسيون...أو مثل ترجمة أفلام mbc 2...لا تثير في الناس أحاسيس...ولا تلهمهم سوى السخرية وتأليف النكت...!
انا أعشق اللغة العربية مثلك وأكتب بها منذ زمن...وأقرأ ما يكتبه فطاحلتها وفرسانها...ولكن عربيتك بالذات ثقيلة ومنفرة ومزعجة...ولا تصل إلى القلوب ولا تتجاوز الأذنين ولا تبقى ولا تطبع الوجدان...عربيتك خشبية...ويا ليته خشب رفيع وأنيق ومتين...لا...إنها من خشب المادرية الذي بلا روح ولا لون ولا رهافة...باختصار عربيتك لا تصلح للاتصال والتواصل...!
لماذا لا تسمع الناس الذين يرددون ذلك قبل وبعد كل خطاب وكل تصريح وكل كلمة...!؟...لا تصعبها ولا تعقدها على نفسك وعلى الناس...وأخرج من شخصية الأستاذ الذي يلقي درسا على طلبته صارما متجهما متعاليا...دع وجهك يعبر...تنفس بين الكلمات...إبتسم بين السطور...حرك عينيك بين المعاني...تكلم مثلنا بالدارجة أيضا لتشعرنا أنك منا...أنك تعيش معنا...تشبهنا...أنك لا تعيش خارج واقعنا وهمنا وعالمنا...لا تخاطبنا بطريقة ميكانيكية وآلية مثل مترجم آلي أوتوماتيكي...أو كأنك تتكلم تحت التهديد...!!
سيدي الرئيس حين صوّتنا لك فقد إنتخبنا عركتنا...قلنا نتعارك معك أنت أفضل وأرحم وأنبل...لم يكن إختيارا بل كان مجرد إحتماء بصدقك وإستقامتك ونزاهتك وتواضعك...فإذا بك ترعبنا بصوتك الرتيب الممل الثابت على طبقة واحدة ونبرة واحدة...لا تنزل ولا تصعد ولا ترق ولا تحن ولا تئن...هي نفس النبرة في الحزن والفرح والحماس والغضب والحب والحمد والشكر...وفي الجامعة والجامع والقصر والشارع...إنك تكاد تجلطنا بهذه الرتابة !!!!
هل يصلك صوت الناس وحنق ناخبيك !؟...أم أن البِطانة تعزلك عنهم كما قال بعض أصدقائك السابقين !؟...لقد بدأت تخيب أملهم فيك...وبعضهم يكاد يندم على حاتم بولبيار نفسه...فهو فارغ وخفيف وسطحي لكنه قافز ومهف ومتكلماني...فلماذا تخذلهم !!!؟
لا ننكر أنك متعفف ونزيه وصادق...لكن تلك وحدها فقط مواصفات عريس وليس رئيس !...إنك حين تتكلم وتخطب...لغتك تجمد الدم في عروقنا...ونشعر بالبرد...ونزبهِلُّ...إنها لغة مكبوسة متجهمة مخيفة حادة...وخطابك بها طمأن الكورونا وحيرنا نحن...!!!".