للموسم الثاني على التوالي،تبث التلفزة الوطنية الأولى برنامج "لمتنا التونسية" خلال الامسيات الرمضانية. برنامج غير نمطي ويخرج عما هو مألوف في الانتاجات التلفزية في السنوات الأخيرة على مختلف القنوات التونسية.
'لمتنا التونسية' يرحل بنا الى سنوات مضت ويتوغل بالمتفرج في موروث ثقافي زاخر في إطار مكاني متناسب مع طبيعة البرنامج والاهم في أجواء تلقائية، مرحة وضاحكة بين مختلف المساهمين فيه. فؤاد الزرلي أحد المساهمين القارين في البرنامج وبفضل المامه الواسع بتراث الأجداد (وهو المسؤول في وزارة السياحة والصناعات التقليدية) يأخذنا في سفر عبر الزمن فيحدثنا عن العادات والتقاليد في تونس سنوات الأبيض والأسود ويسافر بالمشاهد في كل حصة الى مكان رمز فيروي تاريخه وسبب تسميته ... ووليد الصمادحي (مختص في الاكلات التقليدية) يروي الخرافة ويطرح "التشنشينة" وبمشاكساته لمختلف المتدخلين في البرنامج واستثارته لهم يضفي مسحة هزلية لمحتوى اجتهدت في إعداده الاعلامية ريم بن شعلية التي تنتقل بسلاسة بين مختلف الأركان والضيوف لتمر التسعون دقيقة -عمر البرنامج - في "رمشة عين".
في "لمتنا التونسية" تكريم لنجوم الفن التونسي من خلال الوقوف على أهم ما ميز مسيراتهم وهنا تميز منشط الإذاعة الوطنية سيف الدين الكافي في استعراض أسرار وخفايا لنجوم تونسيين زادت من حب المشاهدين لهم رغم اختلاف الأجيال.
برنامج "لمتنا التونسية" لم يهمل المهن والحرف التقليدية ويستضيف في كل حصة مهنيا من أبناء الميدان ومنهم من يقوم حتى بإنجاز عمله في المباشر لتقريب الحرفة من المشاهدين..
و ريم بن شعلية تعددت تجاربها الاذاعية والتلفزية خلال حوالي 20 سنة راوحت فيها بين الخدماتي والديني والمنوعات عرفت ببحثها المتواصل عن الأفكار المتميزة وتركت بصمة من خلال عديد البرامج التلفزية مثل "الإسلام والعصر" و"الصحة والناس" وبرنامج "العيادة الطبيعية" على الإذاعة الوطنية.
و نجاح البرنامج حسب ريم بن شعلية كان بفضل تظافر جهود كامل الفريق وبفضل تفاني الفريق التقني بقيادة المخرج نبيل بالسيدة الذي يمتلك خبرة سنوات في رصيده كما أن التجاوب مع الفريق الصحفي ساهم في الوصول الى الهدف المرسوم وهو تقريب المشاهد من تراثه.
وعن مواصلة البرنامج في الفترة القادمة أضافت ريم: 'هذا يتوقف على رغبة مؤسسة التلفزة الوطنية فالبرنامج مازال فيه مجال للتطوير والمادة القابلة للتقديم متوفرة بشكل كبير..." وفي سؤال عن إمكانية عرض البرنامج على قنوات أخرى أجابت مقدمة البرنامج: "تم فعلا الاتصال بفريق "لمتنا التونسية" من قنوات خاصة بعد نجاحه في الموسم الأول لكن خيرنا التلفزة الوطنية وفي المستقبل كل شيء وارد'
'لمتنا التونسية' برنامج يحتذى من حيث الفكرة والانجاز في وقت قلت فيه انتاجات المؤسسة الوطنية وفي زمن أصبحت الانتاجات التلفزيةتعاني–في أغلبها- من انحدار في المستوى ولحسن الحظ ان التلفزة الوطنية راهنت على مثل هذه البرامج (وهو واجبها على كل حال كمرفق عمومي) صيانة للتراث وترسيخا له في ذهن مشاهد بات مشتتا بين آلاف الشاشات لكن أين المستشهر من كل هذا أم أن برامج "البوز" لا هروب منها؟