ثقافة و فن

من بينهم ظافرالعابدين : فنانون يشاركون آمال مثلوثي إعادة توزيع أغنية 'كلمتي حرة'

 حين وجدت آمال مثلوثي نفسها في الحجر الصحي العام في تونس بعيدا عن منزلها في نيويورك، فكرت في ما يمكن أن يقدمه الفنان للجمهور الذي تأثر بعضهم بالتداعيات النفسية والاقتصادية لجائحة كورونا، فحاولت إطلاق رسالة قوية تشارك فيها مشاعر الوحدة والتواصل الإنساني والتعاطف، والتي تحظى خلال هذه الفترة بأهمية تتجاوز أي وقت مضى.

كانت البداية مع لقاءات مباشرة عبر فايسبوك أدّت أثناءها بعض أغانيها، ثم بُعثت فيها رغبة دفينة في إعادة توزيع أغنيتها الشهيرة "كلمتي حرة" بطريقة أوركسترالية  تعطيها روحا أخرى، ولكنها طوّرت الفكرة وشاركتها مع 53 موسيقياً وفناناً من 22 بلداً اجتمعوا في مشروع موسيقي يضم 100 مقطع صوتي ومصوّر.
قررت المثلوثي أن تبتكر نسخة فيديو لأغنيتها "كلمتي حرة" خلال الحجر الصحي، وبدأت بالتواصل مع الفنانين من مختلف أنحاء العالم، وخاصة ممن كانوا إلهاماً في صنع التغيير داخل بلدانهم وخارجها، وطلبت من كل واحد منهم تسجيل مقطع صغير من الأغنية بنفسه باستعمال الهاتف.
وبالفعل، استجاب الجميع بحماسة، وأحبوا فكرة غناء مقطع من الأغنية، بل إن البعض قام بترجمتها إلى لغته، وهو ما اعتبرته شهادة على قوة بعض الأغاني والألحان التي تتجاوز حدود اللغة والجغرافيا والتباينات الثقافية.
ومع تزايد الاضطهاد والقمع في كثير من البلدان، أصبح صدى كلمات الأغنية التي اتخذت موقفاً قوياً لصالح الحرية والعدالة للجميع، يتردد في جميع أنحاء العالم.
وقالت المثلوثي: "أشعر بالأمل والفخر بهذه المجموعة المذهلة من الفنانين الموهوبين الذي اجتمعوا من آفاق وخلفيات، وبلدان مختلفة، للمطالبة بالحرية والعدالة، وقد وضع كل شخص منهم لمسته الخاصة، ورؤيته الشخصية، ومشاعره، بناء على تجربته ومنظوره الخاص، والكل متوحدون في النهاية تجاه قضية الحرية".
تجاوب كبير من الفنانين
ردود فعل الفنانين المشاركين كانت منوّهة بهذه التجربة الفنية التي جمعت جنسيات وخلفيات مختلفة حول معان سامية، معان تتجاوز الحدود واللغات والأعراق والمعتقدات...
من تونس، قال ظافر العابدين: "أحب كل شيء في هذه الأغنية، الكلمات، الموسيقى وبالطبع كل ما فيها من معان... أغنية خاصة جدا لفنانة رائعة".
ومن فلسطين، قال عمر كمال: "أداء آمال لـكلمتي حرة أسال دموعي، وبمجرد أن جلست على البيانو لأؤدّي الأغنية  انفتحت روحي لقوتها ونقاوتها الحقيقية".
فايا يونان من سوريا، قالت من جانبها: "أنا متحمسة لمشاركتي في المشروع، هذه الأغنية عميقة للغاية، كلماتها بسيطة لكنها واقعية جدًا وتمس في الصميم. نحن بحاجة إلى الاستمرار في الغناء عن المساواة وعالم أكثر عدالة، كل شيء في الحياة يبدأ برؤية والموسيقى هي واحدة من أنبل الطرق لخلق تلك الرؤى".
وبدورها، قالت هند صبري من تونس: "هذه الأغنية، بالنسبة لي ولملايين التونسيين، كانت هدير المجتمع الذي أذهلنا جميعاً".
ومن هولندا، قال أحمد جوده الذي طور في السابق رقصات هذه الأغنية، وقدمها خلال فعاليات جائزة "نانسن" للاجئين، والتي أقامتها المفوضية السامة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "لقد اخترت أن أرقص على إيقاعات أغنية كلمتي حرة أمام مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لأنني حين سمعتها للمرة الأولى لامستني في صميم قلبي.
يمكنني أن أتواصل مع كل كلمة فيها، ويمكنني أن أطير بصوت آمال، لذلك أردت أن أعبر عن هذا من خلال رقصي وأن أجمع بين فني و فن آمال لكي نقف معاً كصوت لأولئك الذين لا صوت لهم".
في المقابل، عبرت آمال مثلوثي عن شكرها وامتنانها لزملائها وأصدقائها على تجاوبهم معها قائلة: "تشرفني وتسعدني مشاركة زملائي الفنانين الذي ساهموا بوقتهم ومواهبهم لمساعدتي في مشاركة هذه الأغنية مرة أخرى مع العالم، وترك ذلك أثراً لن يمحى في نفسي".
وأضافت: "أشكر زملائي جميعاً من أعماق قلبي، وحتى لو نجحنا في ملامسة قلب واحد فقط، فإننا سنحافظ على آمالنا حية، وسنواصل نضالنا من أجل حقوق وكرامة الجميع. وهي فرصة أيضاً لنا كي نظهر للعالم وجهاً مختلفاً عن منطقتنا، فنحن لسنا ضحايا للقمع والحرب والاستبداد فقط، بل نحن أيضاً وكلاء التغيير نحو مستقبل أفضل لبلادنا ومنطقتنا والعالم أجمع في نهاية المطاف".