نظمت الأصوات النسوية والحقوقية في تونس يوم أمس الجمعة 30 سبتمبر 2022 ، وقفة احتجاجية أمام المركز الثقافي الايراني تنديدا بمقتل الشابة الإيرانية مهسا أميني بعد أن اعتقلتها شرطة الأخلاق يوم 13 سبتمبر الجاري بالعاصمة الإيرانية طهران، بدعوة أن الحجاب الذي ترتديه لا يغطي شعرها بالكامل وليس على "الطريقة السليمة" ودخلت عقب هذا الاحتجاز"القسري" الذي لم يتجاوز بضع ساعات، في غيبوبة دامت ثلاثة أيام أدت إلى وفاتها في "ظروف مسترابة"، حسب ما تناقلته عدد من وسائل الإعلام العالمية.
وفي حركة رمزية مساندة للتحركات الاحتجاجية التي اخترن فيها النسويات والمواطنات الإيرانيات قص شعرهن وإحراق أغطية رؤوسهن تحديا للمجتمعات الأبوية، قامت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات نائلة الزغلامي بقص إحدى خصلات شعرها أمام القسم الثقافي الإيراني وصدحت بصوتها رافعة شعار "حريات للإيرانيات".
وصرحت الزغلامي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأن جمعية النساء الديمقراطيات تساند وتدعم التحركات التي تنديد بمقتل مهسا أميني، وذلك من منطلق التضامن النسوي الدولي، مؤكدة أنه لا يحق للسلطة أوالدين التحكم في أجساد النساء وحرياتهن الفردية.
وفي حديثها عن واقع الحريات في تونس، قالت رئيسة جمعية النساء الديمقراطيات، إن حقوق النساء ومكتسابتهن أصبحت مهددة خاصة وأن القانون الانتخابي الجديد لم يقر التناصف في نظام الاقتراع على الأفراد ما من شأنه أن يفرز مجلس نواب ذكوريا بامتياز ويقصي المرأة من مواقع القرار السياسية، حسب تعبيرها.
وأبدت سارة بن سعيد عن جمعية أصوات نساء، التي قدمت من أجل مساندة القضية والتنديد بجرائم القتل التي تنكل بالنساء، تخوفها من مصير الحقوق الفردية في تونس بالخصوص بعد تمرير الدستور الجديد وإصدار المرسوم عدد 55 المتعلق بالانتخابات، مشيرة إلى أن هذه القوانين تهدد مكتسبات المرأة التونسية بعد ثورة 2011.
وقالت بن سعيد إن الدينامكية النسوية كانت أعلنت عن موقفها الرافض للقانون الانتخابي الجديد وستنطلق بداية من الأسبوع القادم في تنفيذ جملة من التحركات الاحتجاجية التصعيدية والوقفات أمام مقر الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وعبرت ناشطات في المجتمع المدني، خلال حضورهن هذه الوقفة الاحتجاجية أمام المركز الإيراني الثقافي، عن امتعاضهن من هذه الممارسات القعمية التي ما تزال قائمة في القرن الواحد والعشرين تحت وطأة العادات والتقاليد والأنظمة الاستبدادية التي تفرض على المواطنين والمواطنات نموذجا معينا للالتزام با"لأخلاق الحميدة" وما تمليه الأعراف والعادات والتقاليد.
"مساواة، حرية"، "عدالة جندرية"، يسقط الخميني"، هي شعارات رفعنها النانشطات النسوية التونسيات تضامنا مع الإيرانيات... شعارات تؤكد أن النساء ما يزلن يكافحن من أجل نيل الحريات والحقوق وتحقيق المساواة الفعلية ويقاومن بكل ما أوتين من قوة كل الأشكال التمييزية القائمة على أساس الجندر والعرق والطبقة.