أصدرت الدكتورة و الباحثة التونسية ، إيمان موسى ،كتابها الجديد و الثالث في رصيدها بعنوان " Genre et émancipation des femmes dans le Maghreb contemporain" الصادر عن دار النشر الفرنسية '' Le Manuscrit'' بباريس .
و يستمد الكتاب أسسه من أبحاثها في رسالته في الدكتوراه والتي قامت بمناقشتها بجامعة ''CY Cergy Paris Université'' تحت إشراف الأستاذة الجامعية Sylvie'' Brodziak''.
و تقدم الباحثة إيمان موسى ،في كتابها الجديد، نظرة جديدة حول حياة نسائية عامرة بالإقدام والمثابرة والشجاعة في مواجهة تحديات إجتماعية وحضارية ومهنية فرضت قيوداً مصيرية على نساء جيلها في حقبة من الزمن كانت تفتقر فيها المرأة إلى أبسط حقوقها، بما في ذلك حقها في تقرير المصير والاستقلال بالذات.
و يتميز كتاب ''Genre et émancipation des femmes dans le Maghreb contemporain'' بالجرأة في طرح القضايا المعاصرة من منطلق الأدب بعيداً عن التنميق والتجميل والحذر، كما تضمن توثيقا لتواريخ ووقائع إجتماعية وحيثيات زمنية معينة لها علاقة وثيقة بإختيار مواضيع الكتابات النسائية في المغرب العربي.
كما أنه تضمن كتاب الباحثة التونسية ،إيمان موسى، تأملات وتجارب ثرية للعديد من الكاتبات المعاصرات في المنطقة المغاربية مما يجعل من الكتاب إضافة مهمة للمراجع البحثية حول مسألة الجندر و حقوق المرأة ليس فقط في المغرب أو في الشرق بل في العالم .
كما حمل الاصدار ،اضافة في مستوى التطور الاجتماعي المعاصر الذي يؤكد على الدفاع عن حقوق المرأة و عن قيمة الثقافة و الكتابة فهي خطوة ملهمة ومحفزة للواتي وخاصة الشباب للتغلب على المصاعب والتحديات في الحياة العملية و العلمية.
يذكر أن إيمان موسى هي كاتبة و شاعرة تونسية مهاجرة ، تحمل هموم قضايا المراة التي خرجت من رحم مجتمع ذكوري الفكر و صدئ المعتقد و متحجر الأحلام .
هاجرت من وطنها الأم تونس للبحث عن وطنها الوجودي الذي صاغته من خلال ما قرأت و زخرفته عبر أسفارها فالوطن بالنسبة لها كما قال دروش يوما "كل قلوب الناس جنسيتي فأسقطو عني جواز السفر "
و تحاول الكاتبة من خلال دراستها المعمقة في الأدب الفرنكفوني المعاصر ،كسر حاجز الصمت في مجتمعها المغاربي و إعلاء صوت المرأة الحرة في تكوينها و المتفردة في أفكارها الواثقة بوجودها و الرافضة للتحقير للمجتعي الأجوف من معانيه.
كما تسلط إيمان موسى، الضوء عبر شعرها و أعمالها الفنية مثل التصوير الفوتوغرافي و قراءاتها المباشرة للجمهور على خشبية المسرح على التفاصيل و الأحاسيس الأنثوية في جوهرها و الإنسانية في ذاتها ، لتبرز أهمية دور المرأة في السلسلة الإجتماعية دون تقمص دور ضحية أو إتخاذ موقف ضعف و كل هذا من خلال دقة المعنى و سهولة المفردات.
