عالميا

فورين بوليس : الغرب يخسر المسلمين ''الليبراليين'' بسبب حرب غـ.زة

 حذّر تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية من انعكاسات "اللامبالاة الغربية تجاه المعاناة الفلسطينية في قطاع غزّة"، على صورة "القيم الديمقراطية الليبرالية"، في العالم الإسلامي، مبيّنا أنّ هذا الموقف الغربي السلبي ينفّر "المسلمين الليبراليين"، و"يشوّه جاذبية هذه القيم"، في نظرهم على حدّ تعبيره.

وتناول المقال الذي نشرته المجلّة، حالة الغضب غير المسبوق تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، محذّرةً من أنّ هذا الأمر يمكن أن تكون له "عواقب طويلة الأمد".
وحذّر المقال من أنّ هذا الغضب "يمكن أن يكون أسوأ كثيرا من تأثير الغزو الأمريكي للعراق، عام 2003"، لأنّ المذبحة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي أسوأ من أيّ شيء حدث خلال الحروب الأمريكية في الشرق الأوسط.
وأرجعت "فورين بوليسي" هذا الغضب إلى مشاهدة الملايين المشاهد المروّعة من غزّة، كل يوم، فضلا عن استشهاد المدنيين الفلسطينيين برصاص الاحتلال في الضفة الغربية.
وقالت إنّ ما يسمعه المسلمون في تصريحات الزعماء الغربيين، كالرئيس الأمريكي، جو بايدن، بشأن انتهاكات الاحتلال في فلسطين المحتلة، يختزل تأكيد "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، كما أنّ كلّ ما يرَوْنه هو “منح مزيد من الدولارات والأسلحة الأمريكية للحكومة الإسرائيلية، لتواصل حربها على غزّة".
ورجّح التقرير أنّ القناعة التي باتت سائدة في العالم الإسلامي، نتيجة التصريحات والمواقف الأمريكية والغربية، هي أنّ “حياة الإسرائيليين أكثر أهميةً "من حياة الفلسطينيين".
واعتبرت المجلة أيضا أنّ الغرب يمارس "إنكارا تاريخيا" للقيم الليبرالية التي تبنّتها حكوماته ودافعت عنها، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في ما يتعلّق بـ"حقوق الإنسان العالمية".
ولا يؤثّر "فقدان الإيمان" بالمعايير العربية في الأشخاص الذين يميلون إلى مناهضة الولايات المتحدة، أو انتقاد النظام العالمي، فحسب، بل يشمل حسب المقال "المسلمين أصحاب الميول الليبرالية"، الأمر الذي يؤدّي إلى "تشويه سمعة الغرب وروايته الليبرالية في أعين سائر العالم".
وإزاء كلّ ذلك، استعارت المجلة المبدأ السياسي الساخر للمفكّر الألماني كارل شميت، ومفاده أنّ "القوى السيادية قادرة، حسب رغبتها، على تحديد الاستثناءات من قواعدها"، في إشارة إلى تنصّل الغرب من المسؤولية التي حمّلها لنفسه، والتي تذرّع بها في خوضه حروبه التي أودت بحياة الملايين في العالم والشرق الأوسط.