وطنية

منذر الزنايدي في رسالة لقيس سعيّد :لا تكن رئيس التجهّم والكراهية

 دعا الوزير السابق زمن بن علي، منذر الزنايدي رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى ألا يكون رئيس التجهّم والكراهية وأن يكون رئيس الابتسامة والتسامح.

وطالبه، في رسالة مفتوحة نشرها اليوم الأربعاء 20 مارس 2024، بألا ''يحتكم إلى هواه وألا يطلق الأبواق الناعقة تنفث سموم الحقد دون رادع أو وازع'' كما طالبه بسعة الصدر والقبول بالرأي الآخر وجعل مصلحة البلاد بوصلته الوحيدة.
وقال الزنايدي: ''لا تكن رئيس الهدم ورئيس التهديد والوعيد وكن رئيس البناء ورئيس حسن الظن والأخبار السارة. فمجتمع الثقة والاطمئنان والانفتاح على الآخر أفضل من مجتمع الشك والخوف والانكفاء على الذات. وتونس المتصالحة مع تاريخها، المتصالحة بين أبنائها، المتصالحة بين أصالتها وحداثتها، المتصالحة مع شبابها وسعيهم نحو الأفضل، خير لنا من تونس التي تنخرها التجاذبات وتمزقها المعارك المفتعلة ويستمر نزيف هجرة شبابها وكفاءاتها''.
وأضاف: ''لا تكن رئيس الشعبوية الذي يؤلب بين التونسيين ويحرض بعضهم على بعض وكن رئيس ''الوحدة الوطنية'' الذي يحكم ويصلح ولا يظلم''.
وطالبه بعدم استعمال قضايا الحق كمحاربة الفساد والمحافظة على المال العام في معارك باطلة وخاطئة للتشفي والانتقام وقتل المنافسة، فالفساد لا يحارب بالاستبداد، واحتكار السلطة وفسادها مثل احتكار المال وفساده: وجهان لعملة واحدة، وفق تعبيره.
وتابع: ''لا تكن رئيس الحقيقة المطلقة والاستبداد بالرأي، ولا تكن رئيس المراقبة وتقييد الحريات الذي يعتبر نفسه فوق الخطإ وفوق المحاسبة، وكن رئيس المشورة والضامن لحرية التعبير واستقلال القضاء ووسائل الإعلام''.
وطالبه بألا يمسح فشله في المتعاونين وأعوان الدولة الذين اختارهم بمحض إرادته ثم أقالهم بجرة قلم دون أن يحفظ لهم قدرا ولا معروفا، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن رجل الدولة لا يهين من هم في خدمتها ولا يجعل من ترذيل الإدارة منهج حكم، لأن هيبة الدولة وقوتها من كرامة أعوانها ومواطنيها.
وطالب الزنايدي قيس سعيّد بألا يكون رئيس ''دولة الكساد'' وانهيار كل المؤشرات الاقتصادية وتراجع المقدرة الشرائية والنقص الحاد في مواد أساسية أصبح التونسيون يعانون من أجل الحصول عليها.
ولفت إلى أن ذلك تسبب في ارتفاع معدلات الفقر واحتدام الفوارق الاجتماعية وتفاقم حجم التداين للأسر التونسية.
ودعاه إلى أن يكون رئيس دولة القوة والعدل والإدارة الحكيمة وألا ينشغل عن واجب توفير مقتضيات العيش الكريم للتونسيين بإلهائهم بمسلسل الملاحقات والإيقافات التعسفية، لأن امتلاء السجون بنساء ورجال من معارضين سياسيين ومخالفي الرأي، لم ولن يملأ البطون.
وحذّر الزنايدي قيس سعيّد من تفويت فرصة الاستدراك والقطع مع ثقافة الهدم على تونس.
ولفت إلى أن من مؤشرات نهاية الحكم مشاهدة الخصوم والأعداء والمؤامرات في كل مكان وفي كل وقت، وليس أقسى على الحاكم من سيطرة الشعور بالعجز والفشل والعزلة وأنه استنفد كل الحلول ولم يبق أمامه سوى خيار واحد: الهروب إلى الأمام والذهاب بالبلاد إلى المجهول.