قال مدير مكتب الجزيرة في غزة الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح ،إن زيارته تتنزل في اطار التواصل مع الصحفيين التونسيين بالاضافة إلى تواصل برنامج سفراء الجزيرة الخاص بتدريبات الصحفيين في تونس، مشددا على أهمية تبادل الخبرات بين الصحفيين خاصة بعد تجربته في تغطية كافة المجازار التي ارتكبها الكيان المحتل ضد العشب الفلسطيني
وأضاف، في مؤتمر صحفي في مقرّ نقابة الصحفيّين التونسيّين اليوم الثلاثاء 28 ماي 2024: ''صحيح أن مهنة الصحافة كما هو معروف للجميع، مهنة المتاعب لكن في مكان ساخن مثل قطاع غزة لا يخلو عام لا يخلو شهر لا يخلو يوم من الأحداث الساخنة، هذا يجعل من مهنة الصحافة في مثل هذه الأماكن مهنة صناعة المتاعب.. مهنة الموت إن صحّ التعبير''.
و قال الدحدوح : ''الجميع يرى الأرقام التي حدثت على مدار أقل من 8 أشهر لأن 150 من الزملاء والصحفيين والمصورين استشهدوا ودفعوا حياتهم ثمنا لهذه المهنة نحن نعتقد جازمين أن هذه المهنة هي مهنة إنسانية ومهنة نبيلة ومهنة سامية جدا من يؤمن بها يوفيها الكثير''، مبينا أن الثمن الذي دفعه الصحفيّون في هذا المكان كان غاليا جدا لم يحدث في أي بقعة من بقاع الأرض ولا في أي حقبة من الحقب الزمنية.
واعتبر الدحدوح أن هذه الأرقام مرعبة وخطيرة، لكنها أيضا تعكس أهمية الصحفي والدور الذي يقوم به.
وتابع:''تعلمنا نحن في مبادئ الصحافة أنه لا خبر يساوي قطرة دم تنزل من جسد الصحافة هكذا تعلمنا لكن المفاهيم الجديدة تجاوزت هذه القواعد وتجاوزت هذه المفاهيم لأنها لم تعد مرتبطة بمهنة الصحفي الموظف''.
و أوضح المتحدث أن ''الصحفي الموظف يفترض في أوطاننا العربية المثقلة بالهموم وقضايا الناس بالتأكيد ما يفترض أن يتجاوز الصحفيون هذه المفاهيم ليلتصقوا أكثر لأن هذه مهنة سليمة مرتبطة بهموم الإنسان ومشاكل الإنسان وقضايا الإنسان وهي أهم شيء على الأرض المجتمعات مكونة من البشر وقضاياه.. هذه هي المجتمعات''.
وبالتالي إذ قدّر لك أن تكون صحفيا يعني أنك ناطق باسم كل هؤلاء وناطق باسم هذه القضايا وإلا لأصبحت رقما عاديا مثل أي رقم موجود في المجتمع.
وأشار الدحدوح إلى أن إسرائيل في هذه الحرب أرادت أن توجع الصحفيين بشكل لم يسبق له مثيل فاختارت طرقا متعددة بدأتها بالتأكيد بطرق أكثر إيلاما وأكثر وجعا بالنسبة إلى الصحفيين عندما ذهبت مباشرة إلى استهداف أسر الصحفيين ،معتبرا أن هذا التمشّي الجديد أصبح التحدّي الأكبر الذي برز أمام الصحفيين، لكنهم نجحوا في أن يظلّوا واقفين ثابتين.
وأشار الدحدوح إلى أن القضية العادلة لا تحتاج إلى صحفي يحاول أن يحرّف أو يزيّف ويضخم ويهول وما شابه، بل تحتاج إلى مجرّد صحفي يلتصق بقواعد المهنة، موضحا أن الاحتلال يريد أن يمارس جرائم في حق الناس وأن الصحفي الموجود هناك مطلوب منه أن يسلط الضوء على هذه الجرائم التي يقترفها الاحتلال الإسرائيلي وهذا كاف، مؤكدا: ''هذا ما كنا نحاول دائما أن نقوم به بكل شفافية ومهنية''
وختم الدحدوح كلمته بالتأكيد أن الجاني يريد دائما أن ينفذ الجريمة دون أن يراه أحد والصحفي دائما يكون بقرب الأحداث وفي عين الأحداث وهذا ما لا يريده الاحتلال الإسرائيلي ومن هنا جاءت عمليّة الاستهداف سواء للأسر أو للصحفيين أنفسهم أو للمكاتب أو للمقرّات أو للمنازل.