تتسارع الأحداث داخل أسوار النادي الإفريقي، حيث دخلت الأزمة الإدارية منحىً جديدًا، بعد تصريحات نارية أطلقها المستثمر الأمريكي فيرجي شامبرز، أبدى فيها امتعاضه الشديد من الوضع الحالي، مؤكداً أن العلاقة مع رئيس النادي هيكل دخيل قد وصلت إلى طريق مسدود.
وفي بيان نشره على صفحته الرسمية، قال شامبرز: "لقد بات من المستحيل لي العمل مع هيكل دخيل بنسبة 100%"، في إشارة مباشرة إلى رئيس النادي.
وأضاف:"حاولت، بصدق، أن أكون متحفظًا في كل ما قلته علنًا، احترامًا للنادي وتجنبًا للدراما. لكن الوقت قد حان للوضوح. آلاف الأشخاص طالبوني بالحقيقة. واليوم، أتكلم دفاعًا عن نزاهتي وسمعة النادي الذي أحببته."
من دعم مؤقت إلى تمويل مضاعف
وكشف شامبرز أنه انخرط في دعم الفريق خلال صيف العام الماضي، بعد أن طُلب منه تقديم تمويل فوري في فترة حرجة. ورغم تطلعه لإقامة شراكة تجارية، اكتفى مسؤولو النادي بطلب رعاية فقط، فوافق مدفوعًا بالإيمان بمستقبل الفريق.
وأشار إلى أنه وافق حينها على ضخ 2.5 مليون دولار لتسوية الديون وضمان التأهل القاري، لكنه قال:"استثمرت حتى الآن 5.2 مليون دولار، أي أكثر من ضعف المبلغ المتفق عليه، والنادي لا يزال في عجز يُقدّر بـ10 ملايين دينار. والأسوأ: اللاعبون والموظفون بلا رواتب منذ أشهر."
وأوضح أن الإدارة استمرت في طلب مبالغ إضافية، مدعية في كل مرة أن "هذا الطلب الأخير"، بل وصلت الوعود إلى الحديث عن "نصب تمثال" له – الأمر الذي وصفه بالسخيف.
وفي ديسمبر الماضي، قدّم شامبرز 1.5 مليون دولار كمساعدة مسبقة، إضافة إلى 200 ألف دولار خصصها لفرق كرة اليد والطائرة النسائية، معتبراً أن تهميش الرياضة النسائية "أمر معيب". ومع ذلك، لم تصل الأموال للاعبات، مما أثار شكوكه وقلقه لجان شكلية... وقرارات فوقية
عيِّن شامبرز في لجنة تطوير الرياضات الجماعية، لكنه وصفها بـ"اللجنة الشكلية" التي لم تناقش سوى طلبه لمزيد من الدعم. كما اشتكى من غياب الشفافية، مؤكدًا أنه لم يُطلع على الوضع المالي الحقيقي إلا مؤخرًا، عبر حديث مع بعض أعضاء المكتب.
وتابع:"رئيس النادي أخبر اللاعبين أنني جئت بدعوته وسأغادر برحيله. هذا غير صحيح إطلاقًا. كما تم تجاهل طلباتي بصرف المكافآت، وتنظيم مباراة دعم لفلسطين، وحتى تعيين مدير فني تم دون علمي واكتشفته على فيسبوك."
إشاعات وتهديدات
وتطرّق شامبرز إلى ما وصفها بحملة "تشويه وإشاعات" طالت سمعته، وتضمنت مزاعم عن "اجتماعات سرية" و"رغبة في رئاسة النادي"، إضافة إلى تهديدات وصلت إليه وإلى داعميه، من بينهم سامي القاضي، الذي قال إنه "تعرض لهجوم لمجرد إبداء رأيه".
جدل واسع... ومستقبل غامض
تصريحات شامبرز فجّرت جدلاً واسعًا داخل الأوساط الرياضية والسياسية في تونس، حيث انقسمت الآراء بين من يرى فيه مستثمراً جاداً يسعى للإصلاح، وبين من يشكك في خلفيته ونواياه.
وفي ختام بيانه، قال شامبرز إنه مستعد للمغادرة إن لم يكن مرحبًا به، لكنه في المقابل عبّر عن استعداده للانخراط في بناء هيكل جديد "شفاف، محترف، وصادق"، يليق بتاريخ النادي وجمهوره.