ثقافة و فن

الشاذلي العرفاوي : الفن مش مسألة كم.. هو اختيارات وصدق مع النفس

 اعتبر الممثل الشاذلي العرفاوي أن هذا الموسم كان زاخرًا بالنشاطات الفنية، حيث قال: "العام فيه برشا خدمة بخلاف بوليس، عديت برشا وقت في الكتابة لمسرحية جديدة"، مؤكدًا أن الكتابة المسرحية تبقى من أولوياته رغم انشغالاته الأخرى.

كما عبّر في حوار مع إذاعة "جوهرة" عن سعادته بالمشاركة في أعمال تلفزيونية ناجحة على غرار رڨوج، وسلة سلة التي تم تصويرها قبل رمضان، قائلاً إن مشاركته فيها كانت "حاجة تفرّح".
رغم العروض الكثيرة التي تلقاها هذا الموسم، إلا أن الشاذلي أكد أنه يختار أعماله بدقة: "جاوني برشا عروض، أما أنا نختار، مسلسل واحد كافي كي يكون عندو معنى"، معترفًا بأن نجاح فيلم بوليس جعله أكثر حذرًا في اختيار خطواته القادمة.
وأشار إلى أنه لا يؤمن بتحويل كل فيلم ناجح إلى سلسلة، قائلاً: "بوليس فيلم ما يحتملش يتحوّل لسلسلة... فما حاجات الناس ما تتقبلهاش في ديارها، وأنا والمخرج ما كنّاش مع الفكرة من الأساس".
المسرح يبقى، كما يؤكد العرفاوي، المتنفس الأساسي له كفنان، حيث تحدّث بإعجاب عن نجاح مسرحية الباتروس التي قامت بجولات داخل تونس وخارجها، وتوّجت في القاهرة، إضافة إلى مشاركة قيّمة في مهرجان فنزويلا.
روى الشاذلي تفاصيل ممتعة عن هذه التجربة، مشيرًا إلى أنه بعد مشاركته في أيام قرطاج المسرحية، تلقى رسالة من مترجمة تعمل في سفارة فنزويلا تخبره أن مخرجًا فنزويليًا معجب بالعرض ويرغب في لقائه. وقد تم بالفعل تنظيم عرضين هناك بعد ترجمة العمل إلى الإسبانية.
"الناس تناقش التفاصيل متاع التفاصيل... تحس روحك تعمل في الفن الصحيح"، يقول العرفاوي، مشيرًا إلى حوار ثري مع الجمهور الفنزويلي. وأضاف بفخر أنه تم إنتاج فيلم وثائقي عن المسرحية تم عرضه على التلفزة هناك، وهو ما يعكس قيمة العمل الفني وأثره الثقافي العالمي.
في سياق آخر، كشف الشاذلي أنه شارك في تجربة إعلانية هذا العام، قائلاً: "كي يكون الإشهار مبتكر، نخدم"، مشيرًا إلى أهمية أن تكون التجربة الإعلانية مختلفة ومبنية على أفكار خلاقة، لا مجرد ظهور عابر.
حديث الشاذلي العرفاوي يختزل فلسفة فنية واضحة: الفن لا يُقاس بعدد الأعمال، بل بقيمة ما تقدمه واختيار ما يُعبّر عنك بصدق. من كتابة نصوص مسرحية، إلى الوقوف أمام الكاميرا، إلى الوقوف على ركح المسرح أمام جمهور عالمي، يؤكّد العرفاوي أنه فنان لا يكتفي بالنجاح، بل يسعى دائمًا إلى أن يكون صادقًا مع نفسه أولًا... ومع جمهوره دائمًا.