تُحيي منظمة الأمم المتحدة يوم الخميس 29 ماي 2025، في مقرها بنيويورك، اليوم الدولي لحفظة السلام، تحت شعار "مستقبل حفظ السلام"، موجهة تحية تقدير ووفاء لأكثر من مليوني عنصر شاركوا في عمليات حفظ السلام منذ تأسيسها، ومكرّمة أرواح من سقطوا تحت رايتها.
وتشهد الفعاليّات الرسمية وضع إكليل من الزهور من قبل الأمين العام أنطونيو غوتيريش، تكريماً لأكثر من 4400 من حفظة السلام الذين قضوا منذ عام 1948، يليها حفل في قاعة مجلس الوصاية يُمنح خلاله 57 فرداً من العسكريين والمدنيين والشرطيين ميدالية "داغ همرشولد" بعد الوفاة، تقديراً لخدمتهم وتضحيتهم في سبيل السلام.
ومن بين هؤلاء المكرَّمين، تمّ تكريم العريف الأول باشير بن محمد الذيابي، الذي خدم في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى (MINUSCA)، والسيد هشام الفاهم، الموظف المدني في بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL)، وهما تونسيان قدّما حياتهما تحت راية الأمم المتحدة.
تعد تونس من أبرز المساهمين في جهود حفظ السلام، حيث تحتل المرتبة 18 عالمياً من حيث عدد العناصر النظاميين المشاركين، بإجمالي 934 عسكرياً وشرطياً من بينهم 60 امرأة، ينتشرون في مهام متعددة من أبيي إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي كلمته بالمناسبة، شدد الأمين العام غوتيريش على ضرورة تكييف عمليات حفظ السلام مع التحديات الجديدة لعالم يشهد صراعات متزايدة التعقيد، قائلاً:
"أكثر من أي وقت مضى، يحتاج العالم إلى الأمم المتحدة – وتحتاج الأمم المتحدة إلى حفظ سلام مكيّف تماماً مع واقع اليوم وتحديات الغد".
كما أكّد وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، جان-بيار لاكروا، أنّ "تضحيات حفظة السلام لا تستحق الذكرى فقط؛ بل تتطلب العمل"، داعيًا إلى مواصلة الاستثمار والتكيّف لضمان مستقبل أكثر أماناً للمدنيين في مناطق النزاع.
ويُذكر أن اليوم الدولي لحفظة السلام تم إقراره سنة 2002 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة لتكريم التزام الرجال والنساء الذين يخدمون ضمن عملياتها، وإحياءً لذكرى من قضوا في سبيل تحقيق السلام العالمي.