استُشهد 30 فلسطينيًا على الأقل وأُصيب العشرات صباح الأحد 1 جوان 2025، برصاص الجيش الإسرائيلي، أثناء توجه مئات المواطنين لتسلُّم مساعدات إغاثية من مركز “مؤسسة غزة الإنسانية” غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة. ووفق إفادات شهود عيان، فقد توافد المواطنون في وقت مبكر نحو الموقع المخصَّص لتوزيع المساعدات، قبل أن يُفاجَؤوا بإطلاق نار كثيف من آليات إسرائيلية متمركزة في محيط المركز، بالإضافة إلى قنابل أُلقيت من طائرات مسيّرة، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، وحالة من الفوضى والهلع في صفوف المدنيين.
وأكّدت مصادر طبية أن جثامين 30 شهيدًا على الأقل، وعشرات المصابين، نُقلوا إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس، والمستشفى الميداني التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر. ووصفت المصادر الوضع في محيط المركز بأنه "خطير جدًا"، مشيرة إلى أن سيارات الإسعاف واجهت صعوبات كبيرة في الوصول إلى الضحايا، ما اضطر الأهالي إلى نقل عدد منهم بواسطة عربات بدائية.
وبالتوازي مع هذا الهجوم، أفادت مصادر محلية بأن القوات الإسرائيلية أطلقت النار أيضًا على المواطنين المتجمعين قرب مركز توزيع آخر يتبع للمؤسسة الأمريكية، في محيط محور نتساريم وسط قطاع غزة. ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر طبي أن مستشفى العودة في مخيم النصيرات استقبل 20 إصابة على الأقل، جراء استهداف حشود من المدنيين قرب مدخل مخيم البريج.
وتأتي هذه التطورات الدامية بعد نحو أسبوع من انطلاق عمل "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي شركة أمريكية مدعومة إسرائيليًا تُشرف على توزيع المساعدات في القطاع، وسط انتقادات واسعة للطريقة التي تُدار بها هذه العملية. ومنذ اليوم الأول لانطلاقها في رفح، شهدت هذه الآلية حالة من الفوضى، مع عجز الشركة الأمنية عن تنظيم الحشود، واستمرار الجيش الإسرائيلي في استهداف الفلسطينيين المتواجدين بمحيط المراكز، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى بشكل متكرر.
وقد قوبلت هذه الآلية برفض فلسطيني واسع، وسط تشكيك في أهدافها ونجاعتها، كما رفضت مؤسسات الأمم المتحدة التعاون معها، باعتبار أنها لا تستوفي المعايير الإنسانية المطلوبة في توزيع المساعدات. وتعالت الأصوات المطالِبة بالعودة إلى الآلية السابقة التي تشرف عليها الأمم المتحدة وشركاؤها، لضمان السلامة والوصول العادل للمساعدات.
وبحسب بيانات المؤسسة الأمريكية، تم تشغيل ثلاثة مراكز لتوزيع المساعدات في رفح وخان يونس والمنطقة الوسطى، بينما لا تزال مدينة غزة وشمال القطاع محرومتين من أي نقطة توزيع. ويأتي ذلك في سياق عدوان مستمر منذ السابع من أكتوبر 2023، ترتكب خلاله إسرائيل، بدعم أمريكي، جرائم إبادة جماعية بحق سكان غزة، خلّفت أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات الآلاف من النازحين.