أكد أستاذ الديموغرافيا بالجامعة التونسية، حسان القصار، أن تونس باتت في حاجة إلى يد عاملة أجنبية، نظراً لعزوف التونسيين عن العمل في عدد من القطاعات.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، أوضح القصار أن "هناك قطاعات مثل البناء والفلاحة، بما في ذلك جني الزيتون والقمح، تعتمد بشكل متزايد على العمال الأجانب، في ظل رفض اليد العاملة التونسية القيام بهذه المهام"، مضيفاً أن "التونسي يفضل العمل في حقول الطماطم بإيطاليا على أن يشتغل في الهوارية شمال شرقي البلاد".
وانتقد القصار ما اعتبره "تهويلاً" في التعامل مع ملف الهجرة، مشيراً إلى أن عدد الأجانب المقيمين في تونس (66,349 شخصاً) يُعد ضئيلاً مقارنة بدول الجوار مثل ليبيا والجزائر، معتبراً أن "إثارة قضية المهاجرين الأجانب مجانبة للصواب وتعكس خطاباً شعبوياً يحرّك النعرات الجهوية والعنصرية ويغذي العنف".
وحذّر القصار من أن تونس تتجه نحو الشيخوخة الديموغرافية، مشيراً إلى أن البلاد تواجه أزمة في تجديد الأجيال، وهي معضلة تتطلب حلولاً تتجاوز الإمكانيات المتوفرة حالياً.
وبحسب نتائج التعداد العام للسكان الذي أجري في نوفمبر الماضي، بلغ عدد السكان في تونس نحو 11.97 مليون نسمة، بنسبة نمو ديمغرافي لم تتجاوز 0.87%، وهي الأضعف منذ الاستقلال.
يُذكر أن البلاد شهدت تدفقاً لافتاً للمهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ما أثار توتراً في بعض المناطق ودفع السلطات إلى نقل الآلاف منهم إلى مناطق ريفية. كما تم تفكيك مخيمات عشوائية كانت تأوي نحو 7 آلاف مهاجر غير نظامي في صفاقس في أفريل الماضي، في إطار مساعٍ لاحتواء الأزمة.