أعلن علماء، اليوم الأربعاء، أن شهر مايو من هذا العام كان ثاني أكثر شهور مايو حرارة على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، متأثرًا بتغير المناخ الذي تسبب في موجات حر استثنائية تجاوزت المعدلات القياسية في غرينلاند.
وأوضحت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي (C3S) في نشرتها الشهرية، أن مايو الماضي لم يسبقه من حيث شدة الحرارة سوى مايو 2024، مما يجعله ثاني أكثر شهر مايو حرارة تم تسجيله على كوكب الأرض. وأضافت أن هذا الشهر اختتم ثاني أكثر فصل ربيع دفئًا في نصف الكرة الشمالي.
وبينت الخدمة أن متوسط درجات حرارة سطح الأرض خلال مايو تجاوز المعدلات المسجلة في فترة ما قبل الثورة الصناعية (1850 - 1900) بنحو 1.4 درجة مئوية، وهي الفترة التي شهدت بداية الاعتماد الكبير على حرق الوقود الأحفوري في الصناعة.
وأدى هذا الارتفاع غير المعتاد إلى تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية مستوى 1.5 درجة مئوية فوق معدلات ما قبل الصناعة في 21 شهرًا من أصل آخر 22 شهرًا، رغم أن العلماء يرجحون أن هذا الاتجاه قد لا يستمر بشكل دائم.
وقال كارلو بونتيمبو، مدير خدمة C3S: "قد يبدو ذلك وكأنه فترة راحة قصيرة للكوكب، لكننا نتوقع تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية مرة أخرى في المستقبل القريب، مع استمرار ارتفاع حرارة النظام المناخي".
ويُعد السبب الرئيسي لتغير المناخ هو انبعاثات غازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.
يُذكر أن العام الماضي كان الأشد حرارة على الإطلاق، ووفقًا لدراسة حديثة أصدرتها مجموعة "وورلد ويذر أتريبيوشن" المعنية بتحليل تأثيرات التغير المناخي، فإن النشاط البشري كان مسؤولًا عن موجة حر شديدة شهدتها أيسلندا وغرينلاند في مايو، حيث تجاوزت درجات الحرارة المعتادة بنحو 3 درجات مئوية، ما أدى إلى ذوبان كبير في الغطاء الجليدي لغرينلاند.