في ليلة استثنائية ضمن فعاليات مهرجان موازين، اعتلى النجم التونسي نوردو ركح منصة النهضة بالرباط، ليقدّم سهرة لا تُنسى رسّخت مكانته كفنان يمتلك قاعدة جماهيرية مغاربية صلبة، متجاوزًا كل التوقعات، ومُلامسًا قلوب الجمهور بصدق فنه وعالميته المتفرّدة.
لم يكن حضور نوردو مجرّد فقرة عابرة في جدول المهرجان، بل كان الحدث في حد ذاته. فقد نجح في كسب قلوب الجماهير المغربية، كبارًا وصغارًا، بفضل لهجته التونسية العذبة التي انسابت بسلاسة إلى الآذان، وتوزيعاته الموسيقية الغنية التي فرضت حضورها دون استئذان.
من خلال أغانيه التي ردّدها الحاضرون عن ظهر قلب، والتي باتت تُعدّ جزءًا من التراث الشعبي المشترك، لامس نوردو الروح المغاربية بصدق وعمق، مجسّدًا ترابطًا عاطفيًا سيظل حاضرًا في الذاكرة طويلًا.
هذا النجاح لم يكن ضربة حظ، بل ثمرة إخلاص نوردو لفنّه وجمهوره.
فقد قدّم عرضًا متكاملًا تجاوز توقيته المبرمج، وسط هتافات جماهيرية استمرّت حتى ساعات الفجر، في مشهد يعكس وفاء الفنان لمحبيه، وتعلّق الجمهور به.
على الصعيد الفني والتقني، تميّز العرض بمستوى عالمي واحترافية عالية. أحسن نوردو استغلال الإمكانيات التقنية للمهرجان، وكان مدعومًا بفرقة موسيقية تونسية محترفة و20 راقصًا، حرص من خلالهم على إدماج اللمسة المغربية الأصيلة، بمشاركة فرقة محلية أضفت خصوصية ثقافية على العرض.
وقد توهّج الحفل بأبرز أغانيه التي حقّقت ملايين المشاهدات، مثل عربوش، يا دنيا، ويلي، غريبة وغيرها، مقدّمًا لوحات غنائية راقصة متكاملة.
هذا الإنجاز يُعدّ إضافة نوعية للفن التونسي، حيث أصبح نوردو ثالث فنان تونسي يعتلي ركح النهضة، المنصة التي خُصّصت لكبار نجوم الوطن العربي. إنه تتويج مستحق لفنان صنع مجده بموهبته واجتهاده.